كتب : مكرم_العزب
*سمعنا عن تجارالشنطة حتى تتطورت في اليمن وأصبحت تسمى ” حكومة الشنطة “والشنطة” بمفهوم اليمنيين تعني “الحقيبة” … فسياسيون اليمن انقلبوا في ظروف الحرب إلى تجار شنطة, يتاجرون بكل شئ تمتد إليها أياديهم , يتاجرون بالسياسة وبالسلاح,وبالمناصب والمواقع القيادية ، وبمواقف الدولة، حتى بفحوصات ومحاليل فيروس كورونا وبصدق تواجده فعلا باليمن، وعلي حساب الشعب اليمني الضبحان والهالك من الحرب,فضائح تجار الشنطة تزكم الأنوف ,فهم في الرياض وفي تركيا وفي قطر وفي أبو ظبي وفي جنيف وفي الكويت وفي استكهولم ليسوا إلا “تجار شنطة ” أخر تجارتهم أن يتم تشيكل لجنة للحوار مع الحوثين من حزب الاصلاح جناح الاخوان المسلمين في اليمن، كما تم في استكهولم ، وفي جنيف من قبل ،وكل اللقاءات والحوارات التي أجرتها حكومتنا مع الانقلابيين الحوثيين لم تستفد منها الحكومة شيئا،ولم تحقق أي نجاح ،وقدمت الوطن للانقلابين الحوثيبن داخل الشنطة، وأعطت الحوثيين شرعية الاعتراف بهم و الاستمرار في مناوراتهم، وتنفسوا الصعداء وفي الحديدة أرغمت القوات المقاتلة في صفوفهابالانسحاب من مواقع متقدمة،كما في اتفاق استكهولم الذي اجبر الجيش في الساحل بالعودة إلى مناطق متأخرة، والتخلى عن مناطق محررة سكب ابناؤنا دمائهم لتحريرها ،ومنذ عام ونصف توقفت عجلة التحرير ؛كل ذلك لاسباب تتعلق بما يفتعله اخوان الشنطة من عداوات مع قوات العمالقة وقوات حرس الجمهورية ،ومع اللواء 35 في تعز ،واليوم مع الانتقالي الجنوبي.*
*للأسف فقد خرج وفد شرعية الشنطة من كل جولات الحوار مع الحوثين من دون تحقيق أي مكاسب وطنية تذكر ،وقدموا كل التنازلات ،وباعوا بضائعهم الموجودة في الشنطة باثمان بخسة، و بمقابل أن حولت لحساباتهم البنكية المبالغ المالية التي تكفي معيشتهم وأسرهم ،أما الوطن وابنائه فقد عرفوا في حينه أن كل نصوص اتفاق استكهولم كان بيعة كبرى لصالح الانقلابين،ومن ذلك تسليم الحديدة للقوات الأمنية التي كانت متواجدة قبل 2014م ، وبعدهامباشرة وبشكل هزلي ،خلع الحوثيون القمصان ولبسوا بزة الشرطة، وتنازل تجار الشنطة عن إدارة الميناء وسيادة الدولة عليه لجهات أممية ،بالله عليكم رأيتم أهون من هذا ؟! ويأتي من يحدثك عن الشرعية ورجالها و وينسى ثمان سنوات من الفشل المتكرر في كل مناحي الحياة؟!*
*مثّل تجار شنطة الشرعية في الحوارات شخصيات إخوانية أو موالية لهم ,ولا يخفى على أحد أن الاخوان المسلمين هم أصحاب القيادة والرأي في إدارة الصراع مع الحوثيين وغيرهم ؛فوزير الخارجية يمثل نائب الرئيس علي محسن المحسوب علي الاصلاح , والاصلاحي عبدالله العليمي مدير مكتب رئيس الجمهورية , وعلي عشال ممثل حزب الاصلاح , وعسكر زعيل التابع لعلي محسن الأحمر ، يعني أن أكثر أعضاء الوفد هم من تجار الشنطة ،ويمثلون حزب الاصلاح ,وحزب الاصلاح في اعلامه وإعلام ناشطيه إبان مراحل الحوار هذه ,كانوا يتحدثون عن العدوان الاماراتي السعودي, وفجأة ازالوا السعودية وظلت الامارات هي العدو، ويبدو أن السعودية ستلحق لتكون من دول العدوان بعد حوار شرعية الشنطة في الرياض مع المجلس الانتقاليالجنوبي ،هذا إن تم استبعاد تجار الشنطة.*
*ويجب أن يعرف الجميع بأن هذه المرة الحوار سيكون مع مكون وطني جنوبي له حقوق مشروعة ،ويبحث عن دولة عدالة وقانون ومساواة، ونعذره إن رفع سقف مطالبه السياسية،فلديه الحق في ذلك ، فهو لا يتغطى بشعارات دينية أو مذهبية أو يدعى أنه حصريا صاحب الحق الالهي ؛فهل سيتنحى تجار الشنطة جانبا ،ويتركون الفرصة لفريق أخر يستجيب ويتفاهم ويتقبل المطالب السياسية لأبناء الجنوب؛لتحقن دماء اليمنيين ،ويؤسس لدولة يمنية حديثة، يتساوى فيها جميع المواطنين ،وتسّخر كل طاقات الوطن في التنمية والاستقرار، وتحقيق آمال كل المواطنين في حياة حرة وكريمة، وبما يحفظ حقوق أجيالهم ،ويفوت الفرصة أمام الحوثيين و لتتوحد كل القوى ضد العدو الأول والأخر-بإذن الله- وهو الحوثي وفكره الخبيث ،أم أننا سنرى الوجه القبيح لتجار الشنطة يظهروا من جديد، ويستمروا في غيهم وظلالهم بحرف بوصلة الصراع في اتجاه مناطق محررة ، وخلق عداوت جديدة، تصب في خدمة الحوثيين وايران ،وتمنحهم التماسك والأمل والقناعة بالاستمرار بعنادهم وعدوانهم.*
*من الضروري أن نتنازل لبعضنا ونتقارب ونتحد في وجه العدو الايراني الحوثي، ونبتعد عن أحلام الجشع في السيطرة على مقدرات اليمنيين من قبل حزب أو جماعة أو عصابة.*
*فهل سيتخلى تجار الشنطة عن ربحها البسيط الذي لن يستمر طويلا وينظرون بابعاد القضية الوطنية والظروف المواتية ،وما وصل إليه الوطن من شتات وضعف ،خصوصا وقد طال أمد الحرب ،وعانى اليمنيون كثيرا من ويلات هذه الحرب التي لم يستفد منها إلا تجار الشنطة،واصحاب المصالح السفري؟*
*أخيرا: هل سمعتم عن وطن يباع بشنطة لصالح حزب أوقبيلة أو أسرة أو عصابة،فيتآمرون عليه ومن يدفع أكثر يفوز بالوطن الشنطة؟!*
*انتظروا مفاجآت حوار الرياض،ونتمنا أن يتم تغيير محاورين الشنطة مع الانتقالي ،فهم فاشلون وانتهازيون ،والوطن بالنسبة لهم ليس إلا شنطنة … والدهر فقيه*