كريتر نت – وكالات
قال رئيس سابق لجهاز الاستخبارات البريطانية (MI6)، السير ريتشارد ديرلوف، إنه يعتقد أنَّ فيروس كورونا “بدأ كحادثة عرضية” بعد أن تسرّب بالخطأ من مختبر صيني.
ديرلوف أوضح في تصريحات لصحيفة The Telegraph البريطانية، الأربعاء 3 الماضي، أنه اطلع على تقرير علمي جديد “مهم” يشير إلى أن الفيروس لم ينشأ بطريقة طبيعية، وإنما جرى تخليقه في أحد المختبرات بواسطة علماء صينيين.
وقال ديرلوف إنّ هذا الاكتشاف البارز سيزيد من إمكانية اضطرار الصين إلى دفع “تعويضات” عن الوفيات والكوارث الاقتصادية التي ألحقتها الجائحة بالعالم.
ويأتي الأمر في وقت تواجه فيه بكين ضغوطاً متزايدة لحملها على تقديم مزيد من التوضيحات الدقيقة بشأن كيفية انتشار الفيروس في البداية، أواخر العام الماضي.
وكان علماء من جميع أنحاء العالم قد توصّلوا إلى شبه إجماع بأن الفيروس ظهر بدايةً في حيوانات، على الأرجح خفافيش أو آكل النمل الحرشفي، قبل الانتقال إلى البشر.
لكن ديرلوف يشير إلى ورقة علمية نشرها هذا الأسبوع فريق أبحاث بريطاني نرويجي، يدَّعي أنه اكتشف أدلة متعلقة بالتسلسل الجيني لفيروس “كوفيد 19″، توحي بأن عناصر أساسية قد “أُدخلت” في التركيب الجيني للفيروس، وربما لا تكون قد تطورت بطريقة طبيعية.
كما يدعي ديرلوف أن الحكومة الصينية سعت منذ البداية إلى “إغلاق” أي نقاش بشأن أصل الفيروس، وطريقة تعامل بكين مع الأزمة.
أوضح ديرلوف في تصريحات لبودكاست Planet Normal الذي يقدمه موقع صحيفة The Telegraph، قائلاً: “أعتقد أن الأمر بدأ كحادثة عرضية. غير أن هذا يستدعي مسألة أخرى، إذا اعترفت الصين بالمسؤولية، فهل ستدفع تعويضات؟ أعتقد أن الأمر سيجعل كل دولة في العالم تعيد التفكير في كيفية تعاملها وعلاقتها مع الصين، وكيف يتصرف المجتمع الدولي تجاه القيادة الصينية”.
ويستند ديرلوف في ادعائه إلى بحث جديد صادم، راجعه البروفيسور أنغوس دالغليش، من مستشفى سانت جورج (جامعة لندن)، وعالم الفيروسات النرويجي بيرغر سورنسن.
تحذِّر الورقة البحثية من أن الجهود الحالية لتطوير لقاح مضاد مقدرٌ لها الفشل، لأن المسببات الحقيقية لنشأة الفيروس قد أسيء فَهمها. ويقوم الباحثون بتطوير لقاحهم الخاص، الذي تنتجه شركة Immunor AS، وهي شركة أدوية نرويجية يقودها الدكتور سورنسن.
وصف ديرلوف الدراسة بأنها “إسهام مهم للغاية في نقاش بدأ الآن حول كيفية تطور الفيروس، وكيف نشأ في البداية، وكيف بدأ انتشاره”، وهو يعتقد أن “هذه الدراسة تحديداً شديدة الأهمية، وأنها ستُمثّل تحولاً في النقاشات الدائرة”.
وكشف ديرلوف للصحيفة أنّ الدراسة كُتبت بواسطة دالغليش وسورنسن عدة مرات. وخلصت نسخة سابقة اطلعت عليها صحيفة The Telegraph، إلى أن فيروس كورونا الأصح أن يطلق عليه “فيروس ووهان”، وادعت الدراسة أنها أثبتت “بطريقة لا تدع مجالاً للشك أن فيروس كوفيد 19 مُخلَّق”.
كتب المؤلفون في النسخة الأصلية لدراستهم: “نحن ندرك أن هذه النتائج يمكن أن تكون لها تداعيات سياسية وتثير أسئلة مقلقة”. وقد وُزعت الورقة البحثية على نطاق واسع وراء الكواليس بعد توزيعها، لتخضع لمراجعة الأقران، في حين أفادت تقارير أن مسؤولي المخابرات فحصوا نتائجها.
ومع ذلك، فإن أحد الباحثين المشاركين في الدراسة، جون فريدريك موكسنيس، وهو كبير المستشارين العلميين للجيش النرويجي، طلب سحب اسمه من قائمة المشاركين في الدراسة، وهو ما يُلقي بعض الشك على مصداقيتها. كما رفض علماء من “معهد فرانسيس كريك” وجامعة “إمبريال كوليدج لندن” البريطانية استنتاجات الدراسة، بحسب المتداول.
تظهر مراسلات اطلعت عليها صحيفة The Telegraph، أن النسخة الأولية من الدراسة قد رُفضت في أبريل/نيسان الماضي، من قِبل دوريات علمية بارزة، مثل دورية Nature ودورية Journal of Virology، التي اعتبرت الدراسة “غير صالحة للنشر”.
عمد المشاركون في الدراسة بعد ذلك إلى تنقيح الورقة وإزالة الاتهامات الصريحة ضد الصين، ليُقبل نشرها بعد ذلك في دورية Quarterly Review of Biophysics Discovery، وهي دورية يرأس تحريرها علماء كبار من جامعة ستانفورد وجامعة دندي الاسكتلندية، بوصفها ذات فائدة علمية تؤهلها للنشر.