كتب :د. ياسين سعيد نعمان
لم أتصور في يوم من الأيام أن يقف اليمنيون هكذا بلا حيلة أمام مأساة بلدهم ، يغادرون مسرح التاريخ ليسترخوا أمام مجريات الاحداث ، كما لو أنهم يشاهدون كوميديا لا علاقة لها بحياتهم أو بمستقبل أبنائهم ..
ينغمس الجميع في لامبالاة هي نتاج الشعور بأن قضية بلدهم قد صارت بأيدي غيرهم ، وأن لا حول لهم ولا قوة في تغيير مسار الاحداث ، وما عليهم بسبب ذلك سوى أن يباركوا هذا التخلي البائس عن المسئولية ويستسلموا للضوضاء التي يبعثها ضمير مضطرب ، كل ما يبحث عنه هو قدر من المبررات التي تسمح بالنوم وبالشكوى والبحث عن مسئول يلقى عليه اللوم .
لم يعرف التاريخ ان انحسر اهتمام الشعوب ، وهم يشاهدون بلدهم يدمر ، ويسير نحو المجهول ، إلى مجرد البحث عن مسئول يلقون عليه المسئولية وتكتفي بذلك !!
هذا هو الوضع الذي تتحول فيه المأساة الى كوميديا .. والكوميديا هنا هي الملهاة التي يغرق فيها القادة المهزومون الشعوب لتوطين الهزيمة في وعي المجتمع ليسهل تشكيله بمقاسات التسويات التي يسعون إليها .
الأحزاب والقوى السياسية هي صدارة المسئولية .. ولن تعفى من هذه المسئولية !!
ترى من قادر اليوم على رج الجسد وإنعاش الذاكرة بأن اليمن كان مشروع وطن لم يبخل أبناؤه بالتضحية من أجل الوصول إليه ؟
النقطة الجوهرية هي التمسك باليمن كوطن وليس كغنيمة لأي قوة متى ما تعاظمت هيمنتها !!
هذا هو المسار الذي طالما أفرغ تضحيات الناس من هذا الهدف السامي وهو الذي تتشكل في إطاره الكوميديا كلما حلت المأساة بهذا البلد العظيم ، وهو المسار الذي يجب التخلي عنه.
هل آن الأوان لإحياء الحركة الوطنية من سباتها بمجموع ما باتت تشكله من قوى في مواجهة المشروع الاستعلائي على الوطن وعلى حرية أبنائه وحقهم في تقرير خياراتهم !!
من صفحة الكاتب في الفيسبوك