كريتر نت – إيمان ملوك – DW
هز انتشار خبر اغتصاب طفلة مغربية بعمر ست سنوات من قبل رجل أربعيني الرأي العام، وأحدثت أنباء عن تنازل والد الضحية وإطلاق سراح المتهم موجة غضب واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي إزاء ما اعتبر تساهلا في قضايا اغتصاب الأطفال.
اهتزت مدينة طاطا المغربية الواقعة جنوب شرق المملكة على وقع خبر تعرض طفلة لم تتجاوز ربيعها السادس لاعتداء جنسي على يد رجل أربعيني. وحسب الأنباء المتداولة يعود تاريخ هذه الحادثة إلى يوم الخميس الماضي، حينما قصدت طفلة مغربية تدعى إكرام منزل أحد جيرانهم للعب مع بناتهم وهناك استغل المشتبه به المفترض الفرصة لاستدارج الطفلة وأقدم على اغتصابها. ونقلا عن موقع “هسبريس” المغربي فقد أكد والد الضحية تعرض ابنته لاعتداء جنسي، وبعد التحقيق معه، وضع المشتبه فيه تحت الحراسة النظرية، قبل أن يتقرر متابعته في حالة سراح مؤقت بكفالة وضمانة مالية. وذكر الموقع نفسه من خلال بلاغ توصل به من منتدي أفوس للديموقراطية وحقوق الإنسان أن والد الطفلة إكرام، وقع تنازلا كتابيا لصالح المتهم في تاريخ 05 يونيو/ حزيران تحت الضغط والإكراه ويعتزم التراجع عنه، حسب قوله.
خبر إطلاق سراح الجاني وتداول أنباء عن تنازل والد الطفلة عن القضية خلف موجة غضب عارمة على مواقع التواصل الاجتماعي.
ردود فعل واستنكار واسع
فور معرفتهم بقرار إطلاق سراح المتهم باغتصاب الطفلة إكرام، خرج سكان المنطقة الواقعة جنوب شرق المغرب في مسيرات احتجاجية للتنديد بقرار اطلاق سراح المشتبه به ولمطالبة بتحقيق العدالة، وخرجوا رغم ظروف الحجر الصحي وحالة الطوارئ التي تشهدها البلاد منعا لتفشي فيروس كورونا.
وتداول بعض نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي عددا من صور تلك المسيرات الاحتجاجية، كما أعاد عبد الله عيد نزار في هذه التغريدة على حسابه على موقع “تويتر” نشر صورة لأحد الشعارات التي رفعت خلال مسيرات أمس والتي اعتبرها “من أقوى الشعارات التي تصف حجم الضرر الذي تخلفه مثل هذه الجرائم على الفرد والمجتمع والتي لا تقل فتكا عن فيروس كورونا”.
وتحت هاشتاغ # كلنا_ إكرام تدوال الكثر من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي قضية الطفلة إكرام سعيا منهم للتعريف بها على نطاق واسع وبكل اللغات حتى تعدى صداها حدود المغرب. وفي هذا الصدد كتبت الإعلامية اللبنانية روعة أوجيه في تغريدة لها على” تويتر” عن حادثة اغتصاب الطفلة إكرام بأنها “ليست حادثة فردية وأنها تتكرر في دول أخرى وأن الصمت والتستر عن مثل هذه الحوادث قد تدفع الضحية ثمنه بقية حياتها، كما حدث مع إحدى الشابات التي أشارت إلى قصتها”.
شيوع خبر تنازل والد الطفلة إكرام عن القضية قوبل باستنكار واسع أيضا، واعتبره عدد كبير من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي جريمة أخرى ارتكبت في حق الطفلة، ودعوا إلى فتح النقاش حول مسألة سماح القانون لأولياء الأمور بالتنازل عن حق أطفالهم . وفي هذا الصدد كتبت الإعلامية المغربية عزيزة نايت سي باها في تغرديتها التالية على موقع “تويتر”:
مطالب بإعادة النظر في “قانون الاغتصاب”
أعادت قضية اغتصاب الطفلة إكرام الجدل حول “قانون الاغتصاب” في المغرب وضرورة إعادة النظر فيه، بالأخص بعد تكرار ما تعبترها المنظمات الحقوقية أحكاما متسهلة مع المتورطين. ومن جانبه دعا منتدى أفوس للديموقراطية وحقوق الإنسان إلى ضرورة احترام حقوق الطفل المنصوص عليها في القوانين الدولية.
وفي سياق متصل دعا الكثير من النشطاء المجتمع إلى عدم التكتم وعدم الصمت والتستر عن مثل هذه الجرائم. في هذا السياق كتبتت شيماء في تغرديتها التالية على موقع “تويتر” والتي أشارت من خلالها إلى واقعة أخرى ومماثلة للجريمة التي تعرضت لها الطفلة إكرام، وقالت بأن “ظاهرة الاغتصاب والتحرش بالأطفال في المغرب باتت تخرج عن السيطرة وأننا الآن بحاجة إلى قوانين أكثر صرامة ومجتمع أكثر يقظة ووعيا بما يجري حوله. هذا يكفي هذا يكفي!“
وفي إطار السعي نحو تحقيق العدالة للطفلة المغتصبة واسترجاع حقها، أطلق عدد كبير من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي عريضة على موقع Change العالمي بهدف جمع أكبر عدد من التوقيعات للتنديد بقرار إطلاق سراح المتهم باغتصاب الطفلة إكرام وتقديمه للمحاكمة. وقد وصل عدد التوقيعات إلى حدود كتابة هذه الأسطر إلى أكثر من 150 ألف توقيع.
ولا تزال هذه القضية تحظى باهتمام واسع.