كريتر نت / كتب- جميل الصامت
رحلت مخلفة جيل كامل تخرج على يدبها لتنظم الى عالم الملكوت وتسمو الى مراتب الانبياء والرسل كونها احترفت مهنتهم في بناء العقول ،تزرع القيم وتربى الابناء والبنات على مدى ثلاثة عقود او يزيد ..
بدأت مشوارها معلمة وترقت الى وكيلة لمدرسة التعاون في مدينة تعز ومن ثم مديرة لها خلفا لشقيقتها التربوية القديرة ملك علي نوري ..
وبعد حياة حافلة بالعطاء استقر بها الحال مستشار لمكتب التربية والتعليم في محافظة تعز ..
غادرت الاستاذة/ آسيا علي نوري الحياة تاركة الذكرى الطيبة والقيم النبيلة التي غرستها في نفوس وعقول ابنائها وبناتها الطلاب والطالبات خلال مسيرة زادت عن العقود الثلاثة .
تعد الاستاذة نوري من الرعيل الاول الذي تحمل مسئولية بناء الوعي وتشكيله لمواجهة المستقبل ،ومن القلائل اللائي شغلن الادارة المدرسية ونجحن في اداء مهامهن باقتدار وتميز ..
لقد خسرت تعز تربوية قديرة ومربية فاضلة ومستشارة امينة حاولت ان تكرس جهودها لتقديم خلاصة تجاربها في قوالب ادارية وفنية ليستفيد منها الاخرون اسهاما منها في تطوير العمل التربوي والادارة المدرسية ..
خلال مشاركتها في منتدى الفضول قدمت اسهامات متميزة للقراء واثرت المنتدى بالمشاركات الروحانية والحكم والكلام الفلسفي ،ونشعر اننا قراءها خسرنا اما واستاذة وقيادة اجتماعية دفعة واحدة .
رحلت وفي نفسها شيئ اسمه الوطن وفي القلب منه مدينتها تعز مسقط رأسها ،ومهوى افئدة الساسة والمثقفين وقادة الراي وصناع المستقبل ،رحلت وفي نفسها حسرة على وطن يتشظى لطالما تسبب لها ذلك بكثير من الاوجاع والآلام كغيرها ممن قضوا على محراب الوطن ..
رحلت اسيا نوري قبل ان ترى العدالة تطال من استباحوا مدينتها وقتلوا وروعوا سكانها ..الرحمة والخلود للفقيدة الراحلة والعزاء لابنائها
حسام ،وهشام ،وفاتن ،ودعا محمد محسن نصر والعزاء موصول للوسط التربوي ولجميع طلبتها واهلها وذويها ..