كتب : جميل الصامت
13يونيو ثاني حركة ناصرية في اليمن بعد رحيل جمال عبدالناصر،وهي تاتي بعد حركة حركة الجبري الناصرية التي لم يكتب لها النجاح عام 1969م في شمال اليمن سابقا .
عدها المفكر اليساري احمد محمدالحربي ثورة ناصرية في معرض ندوة سياسية اقيمت بالمناسبة في تعز عام 2012م .
حركة الجبري كانت تهدف لاستعادة ثورة سبتمبر التي صودرت من انقلابيي 5نوفمبر 1967م .
كانت اليمن بحاجة ماسة لحركة تصحيحية كحركة ابراهيم الحمدي 13يونيو لانقاذ البلاد وانتشالها من حالة الغرق في الفوضى والسير في اتجاه الانهيار للدولة جراء الانحراف الذي اصاب خط الثورة ابتداء بانقلاب 5نوفمبر وانتهاء باتفاقية عام 1970م بمايسمى بالمصالحة وتقاسم الملكيون والجمهوريون السلطة برعاية سعودية ..
ففي مثل هذا اليوم قبل 45عام كانت اليمن على موعد مع حركة ثورية غيرت ملامح التاريخ في اليمن ،وعمدت لاستعادة ثورة سبتمبر .
الحركة كانت ضرورية لاعادة الاعتبار لثورة 26سبتمبر لمبادئها واهدافها ،ولارساء مداميك الدولة اليمنية الحديثة ..
وهي حركة تصحيحية لثورة سبتمبر كثورة وليس لسلطة 5نوفمبر الانقلابية، بدليل ان الرئيس الحمدي ،في برنامج حركته قام بالترجمة الفعلية لاهداف ثورة سبتمبر في اقامة الدولة اليمنية الحديثة ،التي هي بالاساس اهداف الثورة العربية 23يوليو في مصر ،ونقلها قائد ثورة 26سبتمبر قائد ومؤسس تنظيم الضباط الاحرار الملازم/ علي عبدالمغني بخط يده وبقلمه وماتزال المسودة في المتحف الحربي بصنعاء .
واخذت الخطوات نفس خطوات الزعيم جمال عبدالناصر من النقاط العشر لاسقاط منظومة الفساد المقدمة من الجيش بقيادة الحمدي ،وهي تشبه مراحل عزل الملك فاروق الى القضاء على ثلاثي التخلف عبر قانون الاصلاح الزراعي الذي لايشبهه غير مشروع التعاونيات ،ومن تاميم القناة الى وخوص معركة التنمية في مصر والتي يقابلها في اليمن زمن الحركة القضاء على مراكز القوى في 27ابريل واعادة بناء سد مارب ..
ثمة تشابهات ليست مصادفة ولكنها خطوات مدروسة ينبغي اعمال الدراسة والبحث فيها لكشف العلاقة الوطيدة بين ذلكما المشروعين العربين .
فعلى خطى ناصر سار الحمدي ليشكل درجة خطورة لم تغفلها الدوائر الامبريالية والرجعية العربية وافصحت عنها فيما بعد عندما قررت التخلص من ناصر الجزيرة العربية الشاب والذي قالت عنه انها لاتستطيع تحمل ناصر اخر. .. ولن تسمح بظهور ناصر جديد في جنوب جزيرة العرب …
خطوات متشابهة ومشاريع متطابقة ان لم تكن وليدة عن بعض ،وكارزما متقاربة لولا اختلاف الظروف ان الثاني قدر له ان يكون زعيما لليمن سبق ان قال عنها الزعيم (ناصر) ذات مرة ان اليمن لن ترى خيرا طالما وجارتها السعودية ..؟!
واذا كانت ثورة سبتمبر فقدت قائدها ومفجرها وكثير من قادتها خلال مداهمة قصرالبشائر والمواجهات العسكرية مع فلول الملكية ،فان قائد حركة 13يونيو 1974م قد اعاد للثورة زخمها وذهب باحثا عن قبر الشهيد/علي عبدالمغني المطمور في مارب ولم يكشفه غير راعية اغنام حينها ليعيد تاهيله بمنطقة جفينة حوار سد مارب كرسالة واضحة للتوأمة التي اراد الحمدي ايصالها للجميع بين حركته وثورة 26سبتمبر وان حركته هي امتداد لها وهو امتداد لعلي عبدالمغني وكلاهما فجرا ثورة ،وكلاهما سارا على هدي وخطى (ناصر) العظيم ..
ربما لم يعرف اليمنيون خلال تاريخهم افضل من حكمهم غير ثلاث شخصيات ماتزال رغم رحيلها حية فيهم الملكة بلقيس،والسيدة اروى بنت احمد الصليحي والمقدم ابراهيم محمدالحمدي .
ثلاثتهم حاضرون في تاريخ اليمن بمشاريعهم لاقامة الدولة وتحقيق الاستقرار والتنمية ..
ولاننسى طيب الذكر رفيقه الرئيس الشهيد/ سالم ربيع علي في اسهاماته وتوجهه لبناء يمن موحد ومزدهر ….