كريتر نت – متابعات
قال عبد الملك المخلافي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني السابق ومستشار الرئيس عبد ربه منصور هادي، إن اليمن يعاني إهمالاً من المجتمع الدولي ربما لأنه لا توجد فيه مصالح كثيرة مثل النفط وغيره.
وأضاف في تصريحات لـ”اندبندنت عربية”، “لا شك أن الأزمة الليبية تلقى اهتماماً أكبر بسبب النفط”، مضيفاً أن أزمات الوطن العربي كلها جراح مفتوحة سواء في اليمن أو ليبيا أو سوريا، ولا توجد حتى الآن نية جادة لدى الدول المتحكمة في لملمة هذه الجروح وإقفالها، ربما بهدف استنزاف المنطقة لصالح إسرائيل بما في ذلك الأزمة الليبية التي تتفاقم بالسماح بالتدخل التركي، وتتعقد لتتحول إلى استنزاف لليبيا، وتهديد مصر.
الضغط على إيران
وشدّد على أن “اليمن بحاجة إلى إنقاذ مالي من خلال التعاطي مع خطة الاستجابة الإنسانية وأن تدفع الدول ما تعهدت به وأن نجد تمويلاً أوسع كما كان الوضع في الأعوام الماضية، وفي نفس الوقت نحن بحاجة إلى خطة إنقاذ سياسي من خلال الضغط على الحوثي وعلى إيران التي اتضح أنها ليست فقط ممولة لحروب الحوثي لكنها أيضاً تقف وراء تعنته بحسب المعلومات التي لدينا”.
وتابع “ما لم يُمارس الضغط بأقصى درجاته على أصدقاء الحوثي، بخاصة إيران وبعض الدول التي لها علاقات معه وهي محدودة، فإن الوضع اليمني سيذهب إلى مدى سيترك أثراً واسعاً في المنطقة، وسنشهد مسائل ثانية أكبر من التي شاهدناها”.
الجامعة العربية تحذر
فى السياق ذاته، كان أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أشار إلى أن الوضع الإنساني في اليمن يتعرض لانهيار مروّع، ما لم يتحمل العالم مسؤولياته سريعاً، خصوصاً مع اتجاه عددٍ من البرامج والمنظمات التابعة للأمم المتحدة ومن بينها اليونيسيف إلى إنهاء نشاطها خلال الأسابيع المقبلة في ضوء نقص التمويل.
وأوضح مصدر مسؤول في الأمانة العامة للجامعة العربية، أن مؤتمر المانحين الذي كان قد عُقد في 2 يونيو (حزيران) الحالي، برعاية من السعودية والأمم المتحدة، لم ينجح في سد الفجوة التمويلية بشكل كامل، إذ لم توفر الدول سوى 637 مليون دولار، وهو ما يُمثل أقل من نصف ما تعهدت به من منحٍ وتبرعات.
تأثير كورونا
وأضاف المصدر أن 80 في المئة من سكان اليمن يعتمدون على المُساعدات لكي يبقوا على قيد الحياة، مؤكداً أن اليمن يُمثل أكبر أزمة إنسانية في العالم اليوم، حيث يواجه هجمة جائحة “كوفيد-19″، مع أمراض وبائية أخرى مثل الملاريا وحمى الضنك والكوليرا التي أصابت مئات الآلاف من السكان، ويواجه البلد هذه التحديات الهائلة بقدرات بالغة الضآلة لدى القطاع الصحي، فضلاً عن تعذر وصول الملايين من السكان إلى المياه النظيفة والصرف الصحي، وهي أمور تُمثل أبجديات الصحة العامة.
ونقل عن الجامعة العربية أنها وجهت نداءً إلى كافة المنظمات والهيئات الإنسانية والدول القادرة على تقديم المساعدة بشكل عاجل للإبقاء على برامج الأمم المتحدة في اليمن، وتفادي سيناريو كارثي لا ينبغي أن يحدث تحت بصر وسمع العالم في القرن الحادي والعشرين.
وعن الأوضاع في بلاده، قال إن الوضع يزداد خطورة يوماً بعد الآخر، والحوثي لا يزال يرفض نداءات السلام، فقد رفض خطة المبعوث الأممي التي وافقت عليها الحكومة من أجل التوصل إلى تسويات أو بعض الحلول التي تساعد على تضافر الجهود من أجل مواجهة جائحة كورونا والأوبئة والأمراض التي تفتك باليمن.
تعنت الحوثي
وأضاف “من المؤسف أننا لم نسمع حتى الآن من المبعوث الأممي أو من الأمم المتحدة أي موقف يدين هذا التعنت الحوثي، رغم موافقة الحكومة على المطالب التعسفية للحوثي والهدف هو إنقاذ الناس، ومن ذلك أن الحكومة وافقت على فتح مطار صنعاء وحل مشكلة سفينة المحروقات (صافر) المعرضة للتلف بخلاف الأضرار البيئية، ووافقت على فتح كل الطرقات ووقف شامل لإطلاق النار والإفراج عن المعتقلين وتشكيل غرفة عمليات مشتركة من أجل مواجهة جائحة كورونا، لكن الحوثي لا يزال متعنتاً ويرفض هذه الخطة”.
وتابع “يأتي ذلك في الوقت الذي تفتك الأوبئة باليمن، ومن المؤسف أنه في هذا العام فشلت الأمم المتحدة في الحصول على التمويل اللازم لخطة الاستجابة الإنسانية السنوية، باستثناء مادفعته السعودية من مبلغ نصف مليار دولار، حيث إن إسهامات الدول الأخرى كانت ضعيفة ولم تُسدّد حتى الآن، بالتالي هناك فجوة تمويلية كبيرة جداً”.