كتب : شاهر سعد
كتب اخي المرحوم عبد الجبار عددا من المرثيات لكن اهمها اربع قصائد عصماء كتبها تحت تأثير نفسي وحرقة وألم القصيدة … الإولى اثناء العمل السري للشهيد عواد وهو رجل آمن ينتمي للحزب الديمقراطي الثوري الذي أنتمى أخي اليه وتم اغتياله فحزن عليه فكتب مرثية طويلة هو نفسه لم يؤرشفها بحكم العمل السري الا ان احد الرفاق يحفظها وهو الموسوعة
أحمد عبد الخالق المقطري والقصيدة الثانية للمرحوم المناضل “الجاوي” والذي شبهه باولياء الله الصالحين ، وحفظها ابني احمد ولحنها وحولها الى مولد والناس تردد بعده في مجالس ، الذكروالثالثة ” أفلت الموت من يدي ولكن ..قد درى انني سهيل اليماني”كتبها بعد خروجه من مرض كاد ان يفتك بة وارثى فيها البردوني وشقيقه اخي المرحوم عبد الله وكان يومها في حالة تحدي للمواجهة اما الايام الاخيرة.
ازعجتني كتاباته وهو يبحث عن الموت ويطلب حسن الخاتمة وعندما حاولت نصحه والابتعاد عن هذا التفكير السلبي قال يا شاهر انا خلاص ما عاد اطيق البقاء والله والله اني اتمنى الموت في هذه اللحظة وفعلا عند ما مرض اخيرا منعهم ان يسعفوه ورفض كل شي ليستعيد حيويته ، وقال انقلوني من داري هذا الى داري الابدي القبر كان قد مل الحياة والحياة العملية والسياسية والادبية والمعيشية وبدلا ما كنا نقرأ عنده كتاب صرنا عند لقائنا به نقرأ خمس اسطر من كتاب يقراه علينا ابنه سعد والخلاصة حقق ما اراد وهو الموت وصعدت روحه لباريها وصار في ضيافة الرحمن اما القصيدة الرابعة للشهيد صدام حسين .
سا اتوقف عند الثالثة حيث اكمل كتابتها فاسمعني اياها بالتلفون كما هو حالة بكل المواضيع وقال أين تفضل نشرها قلت له اينما تحب بل وساعممها على كل وسائل النشر المختلفة صحف ومواقع لكن استحسن تأخيرها حيث ستقام اربعينية للبردوني بقاعة مركز الدراسات سادرج القصيدة ضمن فقرات التأبين .. قال ومن سيلقيها قلت له ٱخر العناقيد أبني احمد هو يلقى قصائدك ويحولها بشكل مولد في الزوايا الصوفية وبالذات مرثية “الجاوي” وصوته جميل وقامته سامقة قال ابحث عن عنصر نسائي لماذا لا تكون أسوان اريد ان تلقيها باللغة العربية الفصحى استحسنت ذلك وذهبت اليه واستلمت القصيدة مطبوعة مشكلة وظلينا ثلاثة ايام ندرب اسوان على القائها حركة ونطق وعندما أسمعته اسوان بالتلفون وهو يراجعها مرة ومرتين وثلاث وافق على ذلك وقال بوركتم وتم لنا ذلك بحفل التأبين واثناء القائها اهتزت ودوت لقاعة بالتصفيق ثم تداولتها وسائل الاعلام(السمعية والبصرية و المكتوبة)
اما قصيدة الشهيد صدام او بالاحرى قصائده طبعها كتيبات صغيرة وهي متوفرة بمكتبته
ملاحظة اخيرة وهامة
المفكر والعالم والمثقف عبد الجبارهو الوحيد باليمن ان لم اقل عربيا وعالميا يرفض استلام انتاج فكري من صحف او مطابع او اشخاص رغم ان بعض الأيام كان يصل الى حد الكفاف ولا يملك قوت يومه يبيع مما يملك ولا يستلم مقابل ما يكتب صحيفة الشورى استلم منها
كل الكتاب في اليمن اليوم يتسلمون انتاج فكري الا عبد الجبار في ذات يوم اخبرني المرحوم غزوان ونحن نبحث عن قوت يومنا قال روح واستلم حق اخوك فوق المليون موجوده لدى امين الصندوق سيأكلوها المحررين اتصلت باخي قال انت ادرى باخوك اني لا استلم نظير ما اكتب دعهم ياكلوها نحن يا شاهر ناكل من فوق رؤسنا وليس من تحت ارجلنا قلت له ولكن هذا حق يسمى الانتاج الفكري قال ابدا موش ممكن وحول لي ولغزوان مبلغ يكفينا .
هكذا هو عبد الجبار بعزته ونزاهته وعن حياة طفولته وشبابه وماركسيته وتصوفه يحتاج ان اكتب مجلدات وبحكم اني امتلك اسراره الشخصية والعملية والسياسية وكنت الأكثر قربا منه والاحب اليه ساانتظر الفرصة السانحة لتدوين ذلك فالاوضاع التي نعيشها لا تهيئنا نعيش حالة شتات وغربة داخل العائلة وداخل الوطن وادعو الله ان يوفقني على ذلك لاحقا فما اتابعه اليوم من كتابات عنه لا يمثل سوى قطرة من بحر الجبار في الارض الجبار في السماء طيب الله ثراه
24 /يونيو2020م