كريتر نت – عز الدين أبو عيشة – أندبندنت
يُتوقع أن يعطي رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الضوء الأخضر لبدء تنفيذ عملية ضم المستوطنات في الضفة الغربية إلى الأراضي التي يسيطر عليها، في الأول من يوليو (تموز) المقبل، وفي حال تم تنفيذ ذلك فإنّ حلم الدولة الفلسطينية سينتهي وفقاً لما تتوقعه “السلطة”، إذ ستصبح “دولة الأقاليم”.
وبعد تنفيذ خطة الضم الإسرائيلية، ستُقسم الدولة الفلسطينية إلى أربعة أقاليم، ثلاثة في الضفة الغربية، وواحد في قطاع غزّة، ويربط بين تلك الأقاليم أنفاق تحت الأرض، وطرق رئيسة خاضعة للسيطرة الإسرائيلية.
بدأ الاستيطان عام 67
بالنسبة إلى الضفة الغربية، فإنّها مقسمة فعلياً حسب اتفاقية أوسلو إلى منطقة “أ” وهي خاضعة للسيطرة الأمنية والمدنية الفلسطينية، ومنطقة “ب” خاضعة للسيطرة الفلسطينية مدنياً، وأمنياً للسيطرة الإسرائيلية والفلسطينية المشتركة، ومنطقة “ج” خاضعة للسيطرة الأمنية الإسرائيلية.
قال عضو اللجنة العامة للدفاع عن الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية عبد الهادي حنتش إن “إسرائيل منذ بداية عام 1967 بدأت تسيطر على مساحات شاسعة من الأراضي الفلسطينية، تحت ذريعة أملاك الدولة، وتقوم ببناء مستعمرات عسكرية عليها، ثم تسلّمها إلى المستوطنين وتحولها إلى مستوطنة مدنية، وبعد ذلك طوّرت فكرة الاستيطان وبناء المستوطنات”.
الأقاليم الفلسطينية
أما بالنسبة إلى الخريطة الجديدة لدولة الأقاليم الفلسطينية، ففي الضفة الغربية الإقليم الأول منها يسمى “إقليم الشمال” وهو مرتبط جغرافياً بحدود عام 1967، ويبدأ من مدينة جنين، ونابلس، وطولكرم وسلفيت، والقرى في تلك المدن، ويفصله عن “إقليم الوسط” كتلة استيطانية كبيرة تسمى بؤرة أريئيل، وتضم مستوطنات بركان ويخير وشيلو ومعاليه إفراييم.
الإقليم الثاني يُسمى “إقليم الوسط”، يبدأ من شمال مدينة القدس حتى شمال محافظة الخليل بما فيها بيت لحم، وفي نهاية هذا الإقليم جغرافياً تتواجد سلسلة مستعمرات شمال القدس تُسمى مستوطنات غوش عتصيون. وبالنسبة إلى الإقليم الثالث وهو “إقليم الجنوب” فيبدأ من جنوب التجمع الاستيطاني غوش عتصيون حتى نهاية حدود الضفة الغربية من أقصى الجنوب، وتحيط به سلسلة مستوطنات على حدود 1967. أما الإقليم الرابع فهو قطاع غزّة.
ويوضح حنتش أن “هذه الأقاليم أقرب ما تكون إلى كانتونات فلسطينية غير مترابطة جغرافياً، نظراً إلى وجود مستوطنات معزولة تدخل بين الإقليم الواحد وتجعله ممزقاً، وهذا يأتي لتستطيع إسرائيل التحكم في الإقليم والوصول إلى أيّ مكان فيه بسهولة”.
ربط الأقاليم
بعد عملية التقسيم يُتوقع أن تربط إسرائيل الأقاليم الفلسطينية ببعضها، بواسطة 16 نفقاً (طرق مواصلات)، اثنان منها جنوب بيت لحم، وثلاثة في محافظة الخليل، واثنان في مدينة القدس، ونفقان في الأغوار، وستة وسط الضفة الغربية، وواحد يربط غزّة بالخليل.
وبحسب حنتش “لا يربط الإقليم الشمالي بالجنوبي إلا شارع واحد اسمه شارع 40، لا يتجاوز عرضه16 متراً، ولا يُسمح للفلسطيني بالتنقل من خلال هذا الشارع”.
ويشير حنتش إلى أنه “في حال انتهت عملية الضم فإنه يمنع دخول الفلسطينيين من فوق الأنفاق، بينما يُسمح لهم بالتنقل بين الأقاليم تحت الأرض بواسطة أنفاق الطرق. أما في وضع غزّة فيحتاج الشخص الذي يرغب في التنقل إلى أقاليم الضفة الغربية إلى إذن من الجهات الإسرائيلية، وكذلك مَن يرغب في التنقل إلى الأغوار يحتاج إلى تصريح”.
عملية الضم
يوجد في الضفة الغربية حوالي 500 مستوطنة، وقرابة 250 بؤرة استيطانية، يسكن فيها قرابة 850 ألف مستوطن، بينما يبلغ حجم الضفة الغربية 5860 كيلومتراً، ويسكنها حوالي ميلونا نسمة.
وفي تفاصيل عملية الضم فإنّ إسرائيل تسيطر على منطقة “ج” (تقع تحت السيطرة المدنية والأمنية الإسرائيلية) في الضفة، وينوي نتنياهو ضم حوالي 20.4 في المئة من أراضي تلك المنطقة، أي حوالي 1195 كيلومتراً تضم مستوطنات وبؤر استيطانية.
كذلك، ينوي نتنياهو ضم منطقة الأغوار التي تعادل مساحتها قرابة 25 في المئة من مساحة الضفة الغربية، وإضافة إلى ذلك 43 قرية فلسطينية منتشرة في مدن الضفة الغربية، و10 قرى في منطقة الأغوار، وقرية في بيت لحم، و10 قرى من شمال قلقيلية الواقعة شمال القدس، و18 قرية شمال مدينة القدس، وقريتين في محافظة الخليل، وقريتين في جنين.
وعقّب حنتش قائلاً إن “إسرائيل تضلل العالم عندما تقول إنها تنوي ضم حوالي 22 في المئة فقط من مساحة الضفة الغربية، لكن في الواقع تنوي ضم 55 في المئة من مساحة الضفة الغربية (20.4 في المئة من مساحة منطقة “ج”، ومنطقة الأغوار تبلغ مساحتها 25 في المئة، بالإضافة إلى الشوارع الالتفافية والقرى التي تسيطر عليها).
وبحسب حنتش، “يوجد داخل الضفة الغربية مجلس المستوطنات المسمى “يشع” ومن مهماته التخطيط من أجل الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية، ويرفعها إلى المستوى السياسي للموافقة عليها، وهو الذي يحكم المستوطنات والمستوطنين في الضفة الغربية”.
ضم الأغوار
وعلمت “اندبندنت عربية” من مصادر محلية في الضفة الغربية أن إسرائيل بدأت بالفعل تنفيذ خطة الضم في منطقة أغوار الأردن بمعزل عن الإعلام، إذ أزاحت السلطات الإسرائيلية الكتل الإسمنتية التي تفصل بين المنطقة “أ” و”ب” و”ج”، ووضعت يافطات تفيد بأن هذه المناطق خاضعة للسيطرة الإسرائيلية.
وبحسب حنتش فإن الهدف من ضم الأغوار هو السيطرة على حوالي 50 في المئة من مياه الضفة الغربية، إضافة إلى أن هذه المنطقة تشكّل سلة الغذاء بالنسبة إلى السكان الفلسطينيين.
مصير السكان
يعيش حوالي 70 ألف فلسطيني في منطقة الأغوار، كما تضم 11 ألف مستوطن تقريباً، ويشير حنتش إلى أن “إسرائيل تريد تهجير الفلسطينيين من أجل المستوطنين”.
وبالنسبة إلى مصير السكان في المناطق التي ينوي نتنياهو ضمها، بحسب الرواية الإسرائيلية، فإن مصير هؤلاء السكان البقاء في الأراضي التي يعيشون عليها، ويبقون حاملين الهوية الفلسطينية. لكن حنتش يتوقع أن يضغط المستوطنون على صناع القرار الإسرائيلي الذين يُتوقع أن يتخذوا لاحقاً قراراً بتهجيرهم.
وضع القدس
أما بالنسبة إلى القدس، فإن إسرائيل تهدف إلى فصلها بالكامل عن الضفة الغربية الشمالية والجنوبية، إذ يوجد في الجهة الجنوبية مستوطنة غوش عتصيون، وفي الجهة الشرقية التجمع الاستيطاني معالي أدوميم، ومن الجهة الشمالية هناك مستوطنة طال منيم، وحتى تضم إسرائيل هذه الكتل الاستيطانية مع بعضها يتوجب عليها مصادرة ما مساحته 12442 دونماً من الأراضي الفلسطينية.