كريتر نت – أ ف ب
قتل اربعة اشخاص بينهم شرطي حين اقتحم أربعة مسلحين الاثنين بورصة كراتشي (جنوب)، العاصمة المالية لباكستان، في هجوم تبنته مجموعة انفصالية من إقليم بلوشستان المجاور.
ووصل المهاجمون الذين ارتدى اثنان منهم على الأقل ملابس غربية، وفق صور لجثثهم التقطتها فرانس برس، إلى أمام المنشأة على متن سيارة، قبل أن يلقوا قنبلة ويطلقوا النار، وفق ما أعلن مدير شرطة كراتشي غلام نبي ميمون.
وأعلن أحمد شينوي عضو لجنة إدارة بورصة باكستان التي تضم بورصات كراتشي ولاهور وإسلام أباد، لفرانس برس “نحو الساعة 10,00 (05,00 ت غ)، حاولوا دخول المبنى. لكن تم اعتراضهم عند السياج أمام” المبنى.
وقالت الشرطة في بيان إن “ثلاثة حراس وشرطيا قتلوا” بعدما تحدثت اولا عن ستة قتلى.
وقال الطبيب الجراح في المستشفى المدني في كراتشي كرار عباسي لفرانس برس “هناك ثماني جثث في المستشفى بينها جثث الارهابيين الاربعة”.
وفيما اشادت السلطات المدنية والعسكرية بسرعة رد فعل قوات الامن، نشرت الشرطة على الانترنت مقابلة مع احد عناصر وحدة نخبة شرح فيها دوره في التصدي للمهاجمين.
وروى محمد رفيق الذي اعتبر بطلا على مواقع التواصل الاجتماعي “قتلت ارهابيا (…) شاهدني الثاني وامسك بقنبلة يدوية. اصبته مرتين بيده وسقط سلاحه. ثم اصبته في رأسه حين حاول رمي القنبلة”.
وعلق المحلل محمد سهيل على تويتر قائلاً “هجوم فاشل على بورصة باكستان”، مضيفاً “المداولات تجري على نحو سلس ومتواصلة. مؤشر +بي أس أكس+ المرجعي هو من الأفضل أداء في آسيا حتى اليوم. هذه هي قدرة باكستان على الصمود”.
وتبنى “جيش تحرير بلوشستان” عبر تويتر الهجوم الذي نفذه “لواء مجيد” وهي وحدة نخبة من مهاجمين انتحاريين من مقاتليه، وقال إنها تمكنت لبعض الوقت من “السيطرة على المنطقة”.
وشاركت المنظمة بعد ذلك صورةً للمقاتلين الاربعة، منفذي “الهجوم الانتحاري” كما قالت، مرتدين لباساً عسكرياً رمليّ اللون، ورافعين رشاشات “كلاشينكوف” وتظهر خلفهم الصحراء.
– استيلاء –
وقال وزير الداخلية ايجاز احمد شاه “فتح تحقيق وسنقبض سريعا على المخططين” للهجوم.
ويعد إقليم بلوشستان الحدودي مع أفغانستان وإيران أحد أفقر أقاليم باكستان، رغم أنه الأكبر من حيث المساحة ويتمتع باحتياطات كبيرة من المشتقات النفطية والمعادن.
لكنه أيضاً أقل الأقاليم استقراراً، فقد قتل فيه المئات خلال السنوات الماضية جراء التمرد الانفصالي وأعمال العنف الإسلامية.
وهذا ليس الهجوم الأول لـ”جيش تحرير بلوشستان” ضد رموز ما يرى أنه استيلاء إسلام أباد على موارد المنطقة.
واستهدفت هذه المجموعة عدة مرات في السنوات الأخيرة المصالح الصينية، فالصين تستثمر بشكل كبير في باكستان في إطار مشروع الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني الذي يشكل ميناء غوادار (بلوشستان) في المياه العميقة الحلقة الأساسية فيه.
ويهدف مشروع الممر الاقتصادي إلى ربط محافظة شينجيانغ الغربية الصينية بميناء غوادار. كما يفترض أن تبنى في إطاره العديد من الطرق السريعة والمحطات الكهربائية والمستشفيات وغيرها. وبفضل هذا المشروع، سيصبح للسلع الصينية ممراً مباشراً إلى بحر العرب.
وهاجم “جيش تحرير بلوشستان” في أيار/مايو 2019 فندقاً فاخراً مطلاً على ميناء غوادار، أسفر عن خمسة قتلى وستة جرحى. وفي تشرين الثاني/نوفمبر، تبنت المجموعة هجوماً على القنصلية الصينية في كراتشي نفذه مسلحون.
وبعد عقد دام كانت الهجمات خلاله تنفذ يومياً، خفتت وتيرة العنف بشدة في باكستان. وباتت هذه الهجمات استثناء لما كان يشكل في ما مضى القاعدة.
وأصبحت كراتشي التي كانت نسبة الجريمة فيها مرتفعةً لسنوات، أكثر أمناً بكثير حالياً بعدما وضعت قوات الأمن يدها على المنطقة.