كريتر نت – متابعات
كشفت مصادر خاصة في محافظة تعز لـ “يمن الغد”، أن محافظ محافظة تعز رعا اليوم الأحد اتفاقاً يقضي باخراج الوحدات العسكرية التابعة للإصلاح.
وذكرت المصادر أن اتفاقا برعاية محافظ تعز، جنوب غرب اليمن، قضا بانسحاب قوات الشرطة العسكرية الموالية لحزب الإصلاح من مدينة التربة والحجرية بشكل عام.. ومن شأن هذا الاتفاق أن ينزع فتيل التوتر الحاصة في المنطقة منذ نحو أربعة أيام..
ويوم أمس أصيب ثمانية أشخاص، إصابة اثنين منهم خطرة، في اشتباكات اندلعت، اليوم السبت، بين مليشيا حزب الإصلاح، وعدد من أهالي القرى القريبة من مدينة التربة، مركز مديرية الشمايتين، التابعة لمحافظة تعز.
وقالت مصادر محلية وعسكرية متطابقة، إن عدداً من مسلحي “مليشيا الإصلاح” الذين وصلوا، الأسبوع الفائت، إلى مدينة التربة، صعدوا، منتصف الأسبوع الفائت، إلى “موقع جبل صبران” العسكري، المطل على المدينة، وتمركزوا فيه بتواطؤ من قبل قائد الموقع، محمود البناء، الموالي لـ “الإصلاح”، الأمر الذي أثار حفيظة أهالي “جبل صبران”، وأبناء “شَرجب” القريبين منهم.
وأوضحت المصادر أن عدداً من أهالي “جبل صبران” و”شَرجب” أبلغوا، الخميس، محمود البناء احتجاجهم على ذلك، وأعطوه يومين كمهلة لإنزال “مسلحي الإصلاح” من “جبل صبران”، إلا أنه أبلغهم رفضه إنزال المسلحين، وتحجج بأنهم “ضيوف لديه”.
وأفادت المصادر أن عدداً من أهالي المنطقة شَنُّوا، في السادسة والنصف من صباح اليوم، هجوماً على “جبل صبران”، محاولين السيطرة عليه، فدارت اشتباكات بينهم وبين مقاتلي “البناء”، و”مسلحي الإصلاح” المساندين له، ما أدى إلى سقوط جرحى من الأهالي.
وذكرت المصادر أن الأهالي شَنُّوا، في الحادية عشرة قبل ظهر اليوم، هجوماً ثانياً على الجبل، ودارت اشتباكات ثانية بينهم وبين المتمركزين في الجبل.
وقالت المصادر، إن الاشتباكات أدت إلى إصابة ثمانية من الأهالي، اثنين منهم إصابتهما خطرة نُقِلا إلى مدينة عدن للعلاج؛ أحدهما رعد الرباصي، أصيب برصاصة في الرأس، والثاني حارث القاضي، بُتِرَت إحدى رجليه جراء تعرضها لرصاصة معدل.
وأوضحت المصادر أن “امتيازات كثيرة مكنت محمود البناء، ومسلحي مليشيا الإصلاح من التفوق.. أهمها التمركز في الجبل، إضافة إلى استخدام أسلحة نوعية؛ قناصات، ومعدلات 12/7، وغيرها”.
وأضافت: “الآن الوضع متوتر، والأهالي لا يزالون يصرون على ضرورة إنزال المسلحين من جبل صبران. الأهالي يتمركزون جوار برج يمن موبايل، في بداية الجبل، ومحمود البناء ومقاتلوه ومسلحو الإصلاح يتمركزون في منتصف الجبل وعلى قمته، جوار برج إم تي إن”.
وقالت المصادر: “محمود البناء خان أبناء المنطقة، واللواء 35 مدرع، الذي ينتمي إليه، وسمح لعدد من مسلحي حزب الإصلاح، ينتمون إلى مخلاف شرعب، بالصعود إلى جبل صبران والتمركز فيه. موقع جبل صبران هو، في الأساس، يتبع اللواء 35 مدرع، وقائده محمود البناء يعمل مع حزب الإصلاح”.
وكان “المجلس الشعبي لأبناء الحجرية” دعا جميع أهالي “الحجرية” إلى “الاحتشاد أسفل موقع جبل صبران”، اليوم السبت، للمطالبة بإنزال المسلحين من الجبل.
وفي سياق متصل، استمر، اليوم، توافد مجاميع مسلحة ترتدي الزي المدني، تابعة لحزب الإصلاح، إلى مدينة التربة، لتعزيز قوات الحزب المنتشرين في المدينة.
وقالت مصادر محلية، إن المجاميع المسلحة تمركزت في أطراف مدينة التربة، وعدد من الشوارع ومفترقاتها، ومداخل ومخارج بعض الأحياء السكنية، إلى جانب قوات الشرطة العسكرية، الموالية لحزب الإصلاح، التي قدمت، الاثنين الفائت، من مدينة تعز، بحجة تحرير أعضاء لجنة رقابية مالية اختطفها مسؤول تحصيل ضرائب القات في “الشمسرة- دُبَع”. ورغم أن اللواء 35 مدرع تمكن، يومها، من تحرير أعضاء اللجنة الرقابية المالية، والقبض على خاطفهم، إلا أن قوات الشرطة العسكرية انتشرت في “التربة”، وهاجمت مواقع اللواء 35 مدرع، ورفضت العودة إلى مدينة تعز، رغم صدور ثلاثة توجيهات من محافظ المحافظة، نبيل شمسان، تقضي بذلك.
وسيطرت قوات الشرطة العسكرية على عدد من المباني الحكومية في مدينة التربة، وتمركزت فيها، في وضع استعداد قتالي، ووصلتها تعزيزات قتالية من “معسكر يَفْرُس”، المدعوم من قطر، والتابع للقيادي في حزب الإصلاح، حمود المخلافي، كما وصلتها تعزيزات من اللواء الرابع مشاة جبلي، الموالي لحزب الإصلاح وعلي محسن الأحمر، والمتمركز في “سائلة المقاطرة”، أسفل “هيجة العبد”، على الحدود مع “الصبيحة”- محافظة لحج.
ويسعى حزب الإصلاح إلى السيطرة على مدينة التربة، وكافة مناطق ومديريات “الحُجَرِيِّة”، ومواقع قوات اللواء 35 مدرع، الذي حَرَّر وحمى هذه المناطق والمديريات من مليشيا الحوثي، ولاتزال المسرح الرئيسي لانتشاره العملياتي والعسكري.
وحتى الآن، لم تتحرك قوات اللواء 35 مدرع لمواجهة “مليشيا الإصلاح” وإخراجها بالقوة من “الحُجَرِيِّة”. ويعيش هذا اللواء أوضاعاً صعبة، إذ أن الإمدادات العسكرية والمالية مقطوعة عنه من قبل حزب الإصلاح المسيطر على تعز، ولا يزال هذا اللواء بدون قائد، منذ تم اغتيال قائده العميد عدنان الحمادي، في 2 ديسمبر 2019.
واليوم، استولت “مليشيا الإصلاح” بالقوة على مناطق ومبانٍ أخرى في مدينة التربة، بينها مبنى جمعية الحكمة قيد الإنشاء، والواقع بالقرب من محطة تعبئة الغاز، شرق المدينة.
وسيطرت “مليشيا الإصلاح”، أيضاً، على مبنى المكتبة المركزية التابع لفرع جامعة تعز، وطرد جنود حراسته المنتمين لقوات الأمن الخاصة، الذين يتولون حراسة مبنى المكتبة، وفرع الجامعة، منذ مطلع العام الماضي.
وقال المواطن (خ. ع. ح)، إن “أطقماً عسكرية مموهة، على متنها مسلحون يرتدون الزي الشعبي”، وصلت، اليوم، إلى محيط فرع الجامعة، وانتشرت حوله، وإلى مداخل عزلة ذبحان، والمشارقة، وبني غازي، وشرجب، وانتشرت وتمركزت هناك، مشيراً إلى أن هؤلاء المسلحين يتبعون حزب الإصلاح.