كريتر نت – صحف
كشفت مصادر يمنية لصحيفة العرب الدولية عن تزايد النشاط العسكري المدعوم من قطر في محافظتي شبوة (جنوب اليمن) وتعز(وسط) في مؤشر على رغبة أطراف يمنية وإقليمية في إفشال اتفاق الرياض، وخلق واقع جديد في المناطق المحرّرة.
ووصف مراقبون سياسيون تعيين ضابط موال للإخوان قائدا للواء 35 مدرع في تعز خلفا للعميد عدنان الحمادي بأنه بمثابة تسليم محافظة تعز لتيار قطر.
وعين الرئيس اليمني العميد عبدالرحمن الشمساني قائد اللواء 17 مشاه قائدا للواء 35 مدرع الذي توجه أصابع الاتهام لجماعة الإخوان باغتيال قائده السابق عدنان الحمادي المناهض للمشروع القطري في المحافظة.
واعتبرت مصادر أن هذا القرار سيمكن تيار قطر – تركيا من إحكام السيطرة على ريف تعز الجنوبي والانتشار نحو جنوب اليمن وباب المندب وميناء المخا.
في اتجاه آخر تسود حالة من التوتر في محافظة شبوة، بعد قيام المحافظ الإخواني محمد بن عديو بتسليم مواقع عسكرية للميليشيات التابعة لوزير النقل المستقيل صالح الجبواني الذي يدير معسكرات بتمويل قطري للتجنيد تحت غطاء من السلطات العسكرية والمحلية الموالية للإخوان في المحافظة.
وقالت المصادر إن بن عديو، الذي كان يرأس الدائرة السياسية لحزب الإصلاح قبل تعيينه محافظا لشبوة، قام بتسليم موقع “تبة مفرق الصعيد” لكتيبة تابعة للجبواني يقودها شخص قادم من محافظة تعز يشتبه بانتمائه لتنظيم القاعدة.
ولفتت المصادر إلى اتساع دائرة النشاط المشبوه لوزير النقل المستقيل من خلال تجنيد المزيد من الشباب في محافظة شبوة وتعيين مندوبين للتجنيد في مختلف مديريات شبوة وتوزيع أموال وأسلحة لكسب الولاءات واستقطاب أبناء القبائل.
وتشهد شبوة حالة توتر متصاعدة بين السكان وميليشيات حزب الإصلاح المتخفية خلف ستار السلطات المحلية والأجهزة الأمنية التي تشير مصادر قبلية إلى قيامها بحملات ترهيب واعتقالات على نطاق واسع للمناوئين للتغوّل الإخواني والأجندتين التركية والقطرية.
وتعرّض أهالي قرية نعمان بمديرية ميفعة، لهجوم من قبل ميليشيات تابعة للإخوان، تصدى له الأهالي ما أسفر عن إصابات في صفوف المدنيين وعناصر الميليشيات، فيما اعتقلت الميليشيات الإخوانية بحسب مصادر محلية العشرات من أبناء المنطقة.
ووفقا لمصادر محلية فقد استخدمت المدفعية في قصف قرى مديرية ميفعة في استمرار لمسلسل العنف والترهيب الذي تمارسه ميليشيات الإخوان على نطاق واسع في المحافظة التي شهدت عددا من مديرياتها حراكا شعبيا قابله الإخوان بالعنف كما حدث في مناطق نصاب وجردان وميفعة.
وفي تعليق على المواجهات المستمرّة في شبوة بين الأهالي وميليشيات الإخوان، حيّا سالم بن ثابت العولقي، عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي وأحد أبناء شبوة، “أبناء قبيلة نعمان بميفعة شبوة وهم يدافعون عن أرضهم وأهلهم في مواجهة عدوان ميليشيات حزب الإصلاح الإخوانية منذ فجر الخميس”.
وأضاف “بالأمس حبان وجردان ونصاب واليوم ميفعة وخلاصة القول إن شبوة لن تركع للإخوان ومشاريعهم ودماء رجال شبوة وقبائلها ترسم طريق الانتصار وهو آتٍ لا ريب فيه”.
وعن طبيعة الانتهاكات التي يتعرّض لها أبناء المحافظة، أضاف العولقي في تغريدة أخرى على تويتر “تستخدم سلطة حزب الإصلاح الإخواني وميليشياته في محافظة شبوة عبارة ‘الخارجون عن القانون’/ والمقصود هنا كل من يرفض حزب الإصلاح وميليشياته ومشروعه الإخواني المشوه. مصير مشروعكم في سقطرى بانتظاركم أيها الدخلاء الطارئون ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله”.
ويعمل حزب الإصلاح منذ إحكام سيطرته على شبوة في أغسطس الماضي على فرض واقع جديد في المحافظة الساحلية الغنية بالنفط والغاز وتحويلها إلى معقل للجماعة، وقبلة للتدخل التركي والقطري في الملف اليمني.
وكشفت في تقارير سابقة عن رهان تيار قطر – تركيا في الحكومة اليمنية على تهيئة المحافظة التي تمتد لأكثر من مئتي كيلومتر على بحر العرب لتكون بوابة للتدخل التركي الذي توجد قواعده العسكرية على السواحل الصومالية.
وتؤكد مصادر سياسية يمنية أن رفض جماعة الإخوان في اليمن وتيار قطر – تركيا في الحكومة تنفيذ اتفاق الرياض يعود لرفض هذه القوى تنفيذ البند الخاص بمحافظة شبوة الذي ينص على ضرورة إخلاء المحافظة من القوات العسكرية التي تم استحداثها في أعقاب مواجهات أغسطس بين المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة.
وقالت المصادر إن الإخوان والتيار القطري – التركي يسعون لكسب الوقت من أجل خلق واقع جديد في شبوة عن طريق استحداث معسكرات بتمويل قطري لتجنيد أبناء المحافظة وإحلال هذه الميليشيات بدلا عن القوات القادمة من محافظات أخرى في حال نفدت ذرائع المماطلة في تنفيذ اتفاق الرياض.
وحذّر مراقبون من تداعيات السكوت على المعسكرات القطرية التي يقودها وزير النقل صالح الجبواني في شبوة والتي تخرّج مقاتلين على أسس عقائدية وعسكرية معادية لدول التحالف العربي وموالية لتركيا وقطر، ومخططات ضمّ هذه القوات لقوام الجيش والأمن بتواطؤ من بعض القيادات الإخوانية في الحكومة.
ووفقا لمصادر يتركز النشاط العسكري المموّل من قطر وتركيا في محافظة شبوة إلى جانب محافظتي تعز والمهرة، حيث يتكرر في تعز مشهد الانتشار والتغول الإخواني عن طريق المعسكرات التي يشرف عليه حمود سعيد المخلافي والتي بدأت في مرحلة جديدة من خلال الانتشار باتجاه مناطق الجنوب والساحل الغربي استعدادا لتنفيذ مخطط لاستهداف المجلس الانتقالي وقوات المقاومة المشتركة في الساحل.
وفي محافظة المهرة أقصى شرق اليمن على الحدود مع عمان، يستغل تيار قطر حالة الحياد التي يتّسم بها موقف المحافظ الجديد محمد علي ياسر لاستئناف النشاط المعادي للتحالف العربي والممول من قطر للتحشيد القبلي والعسكري وتحويل المحافظة إلى نقطة متقدمة للمشروع المناوئ للتحالف العربي بقيادة السعودية.
ولفتت المصادر إلى أن المحافظ الجديد بات يتعامل مع كل الأجندات الإقليمية في المهرة على خلاف المحافظ المقال راجح باكريت الذي كانت مواقفه تتأرجح ما بين مواجهة الأنشطة القطرية علنا والتعاون معها في أحيان أخرى لتحقيق مصالح شخصية.
وكانت مصادر سياسية مطّلعة قد حذّرت في وقت سابق من دور مشبوه قد يقوده نائب رئيس مجلس النواب عبدالعزيز جباري في محافظة مأرب التي وصل إليها الأسبوع الماضي، بعد أيام قليلة من انتقاده الجهود التي يبذلها التحالف العربي لتنفيذ اتفاق الرياض وتشكيل حكومة جديدة بناء على الاتفاق.
ونوّهت مصادر بأنّ مواقف جبّاري المناهضة لاتفاق الرياض في إطار حراك نشط يقوده عدد من رجالات الدوحة في الحكومة اليمنية مثل أحمد الميسري الذي يتنقّل بين مدينتي صلالة العمانية والمهرة اليمنية، وصالح الجبواني الذي عاد من زيارة سرية إلى الدوحة وشرع في إنشاء معسكر في مدينة عتق بتمويل قطري.