كريتر نت – وكالات
“البحث في شجرة العائلة” مصطلح أثار الجدل في الآونة الأخيرة بعد استخدامه في تقارير صحفية على خلفية تحقيقات للشرطة إثر أحداث شتوتغارت. الحكومة الألمانية ترفض استخدام هذا المصطلح باعتباره غير ملائم. فما هي خلفيات ذلك؟
رفضت الحكومة الألمانية الاثنين (13 تموز/يوليو 2020) استخدام مصطلح “البحث في شجرة العائلة” في إطار التحقيقات التي تجريها شرطة مدينة شتوتغارت حول أفراد مشتبه في تورطهم في أعمال شغب، حيث وصف المتحدث باسم المستشارة أنغيلا ميركل ذلك شتيفن زايبرت بأنه “اتهام تاريخي”.
وردا على سؤال أحد الصحفيين حول ما إذا كان مصطلح “البحث في شجرة العائلة” أو “شجرة النسب” ضمن مهام الشرطة، قال زايبرت: “بغض النظر عمن استخدم هذا المصطلح لأول مرة (في هذه الحالة)، فإن هذا المصطلح محظور في هذا السياق”، مضيفا أن هذا المصطلح “مدان تاريخيا وغير ملائم”. وأكد زايبرت ثقة الحكومة الاتحادية في أن السلطات في ولاية بادن-فورتمبرغ الألمانية تقوم بالتحقيقات اللازمة في إطار القانون.
وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية “في الواقع، هناك جرائم كبيرة يتعين حلها في شتوتغارت، وساكنة المدينة تنتظر ذلك”. ويقوم مسؤولون بالتحقيق في أعمال الشغب الليلية التي اندلعت في شتوتغارت في 20 و 21 حزيران/يونيو الماضي، والتي أصيب فيها 32 من ضباط الشرطة أثناء محاولتهم تفريق مجموعة من عدة مئات من الشباب.
وتتعامل ألمانيا، بسبب ماضيها مع النازيين الذين استخدموا “البحث في شجرة العائلة” لتعقب الأفراد الذين لديهم سلالات يهودية، بحساسية كبيرة مع مصطلح “البحث في شجرة العائلة”. وأكدت الشرطة أنها تبحث في جنسية والدي 11 مشتبها به “لتوضيح ما إذا كانت هناك خلفية هجرة”. وقد قوبل هذا الأمر بانتقاد من أعضاء الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الشريك في الائتلاف الحاكم، وحزب الخضر المعارض.
وكانت الشرطة الألمانية قد أكدت أنها تحرت لدى مكاتب الأحوال المدنية عن جنسية آباء مشتبه بهم في أحداث الشغب في مدينة شتوتغارت. وأعلنت رئاسة الشرطة في في المدينة الواقعة بولاية بادن فورتمبيرغ أمس الأحد أن المسألة تتعلق بتحديد هوية المزيد من الجناة والتثبت بشكل شامل من الظروف العائلية والمعيشية للمشتبه بهم الذين تم التعرف عليهم بالفعل.
وأضافت رئاسة الشرطة في بيانها: “لهذا السبب تم في بعض الحالات الاستقصاء عن جنسية الوالدين، والوالدين فقط، لمشتبه بهم، وذلك عن استفسارات لدى مكتب الأحوال المدنية، من أجل توضيح ما إذا كانت هناك خلفية مهاجرة”.
في الوقت نفسه، قالت رئاسة الشرطة إن وصف هذا “بالبحث في شجرة العائلة”، ليس صحيحا. وكانت تقارير لصحيفتي “شتوتغارتر تسايتونغ” و”شتوتغارتر ناخريشتن”، أفادت بأن الشرطة تعتزم إجراء “بحث في شجرة العائلة” للمشتبه بهم، وحسب التقارير، فإن فرانتس لوتس، رئيس الشرطة كان قد أعلن في اجتماع مجلس البلدية أن الشرطة ستجري بالتعاون مع مكاتب البلديات “أبحاثا في شجرة العائلة” حتى مع المشتبه بهم الذين يحملون جوازات سفر ألمانية. وقد اثار ذلك انتقادات واسعة النطاق.