كتب : ماجد الداعري
يتساءل الكثير اليوم وبعد عشرة أيام من القصف الأمريكي البريطاني على اليمن:
هل استفادت أمريكا وبريطانيا، من كارثة عسكرتهما لباب المندب وتحويل الملاحة البحرية فيه، إلى بؤرة خطر تأميني متصاعد يوميا على سفنها وإسرائيل بشكل أكبر مما سبق قرارهما الاعتباطي الأرعن، اللجوء غيرالمجدي، للقوة الهجومية ضد مواقع هلامية مفترضة للحوثيين باليمن، بحجة ردعهم لوقف هجماتهم البحرية المتصاعدة على السفن المرتبطة بإسراطيل في البحرين الأحمر والعربي.
كون تلك الهجمات الاستعراضية المحددة التوقيت لهم بشكل مسبق ومعلن إعلاميا، قد جعلتهم في موقف أقوى، أمام اليمنيين وشعوب المنطقة ما دفعهم لتكثيف هجماتهم بشكل انتقامي أكبر واوسع على كل السفن الأمريكية والبريطانية أيضا،ضمن قواعد ردهم اليمني على تلك الهجمات المستمرة عليهم دون أي تأثير حقيقي يذكر لها او تقليل ملموس من قدراتهم الهجومية على شن المزيد من الهجمات البحرية وصولا إلى مياه مناطق حكومة الشرعية، شرقا قرب المكلا، وجنوبا بخليج عدن،
ناهيك عن صعوبة إيجاد اي بنك أهداف عسكرية حوثية ثابتة باليمن ؛ او رصد واستهداف منصات وقواعد إطلاق صاروخي باليستي او بحري، او مخازن لتلك الصواريخ والطائرات الحوثية الإيرانية المسيرة التي يتم اطلاقها عادة من قواعد متحركة واماكن زراعية مجهولة ومتغيرة وغير ثابتة، يصعب رصدها او اكتشافها واستهدافها قبل انطلاقها، كما زعمت القيادة الأمريكية الوسطى امس بإعلانها استهداف صاروخ بحري كان موجها وعلى وشك استهداف سفينة بخليج عدن وشكل تهديدا للملاحة والسفن التجارية.
ولعل خير شاهد قائم اليوم، على فشل استراتيجية الهجمات الأمريكية البريطانية لليوم العاشر في إيقاف هجمات الحوثيين المتصاعدة بشكل أكبر وعبر صواريخ بحرية عالية الدقة، جعلتهما في دائرة خطر هجماتهم المباشرة وأمام تحديات أمنية أكبر مما كان عليه الحال قبل غاراتهم الجوية والبحرية في مضيق استراتيجي هام، ذات عرض يتيح إمكاتية حصاره بشكل مطبق وسهولة مهاجمة اي سفن تحاول العبور فيه،كما يجري للسفن الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية حاليا، ومهما كانت عدد البوارج والسفن الحربية المتواجدة والزاعمه بأن وجودها ضمن تحالف واشنطن المسمى (حارس الازدهار) المتعثر عمليا ، يأتي لحماية السفن من اي مخاطر او هجمات قد تستهدفها بالمضيق او البحر الأحمر المهدد ياحمرار دمائه بالفعل، نتيجة التطورات المتلاحقة واتساع نطاق الهجمات الحوثية ومواجهاتهم البحرية المتواصلة مع السفن والغواصات والبوارج الحربية الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية بصورة شبه يومية في البحر والبر معا، بعد تجاهل واشنطن ولندن لأهمية مراعاة تعزيز الوضع الأمني بمضيق دولي بالغ الحساسية كباب المندب، بدلا من تصعيد التوتر وتكثيف الهجمات البحرية واتساع نطاقها ودفع الكثير من الشركات الملاحية لوقف مرور سفنها بباب المندب وتحويل مساراتها نحو رأس الرجاء الصالح وتحميل المستهلكين النهائيين قيمة فوارق التأمين واطالة السير وتأخير وصول البضائع وانعكاسات ذلك على استقرار الأسواق وتعنق الازمات الاقتصادية والغذائية واتساع رقعة الفقر وتفاقم المجاعة في كثير من الدول وأكثرها اليمن المعتمدة على قرابة 90٪ من احتياجاتها الغذائية والدوائية والوقود على الاستيراد عبر البحر.
ليبقى السؤال الأهم:
فهل حققت أمريكا او بريطانيا اي هدف لهجماتهما باليمن، غير تصعيد التوتر بشكل أكبر في مضيق باب المندب، وتضررهما بشكل أكبر، نتيجة توسع الهجمات الحوثية وتصاعدها لتشمل سفنهما في البحرين الأحمر والعربي باعتبارها قد أصبحت اليوم أهدافا مشروعة لهجمات الحوثيين المتمسكين باستمرار موقفهم التضامني المناصر لأهلنا في قطاع عزه، وتصعيد هجماتهم بشكل أكبر من اي وقت مضى،على السفن الإسرائيلية والمتجهة إليها، للضغط المشروع عليها وداعميها، لوقف جرائم إبادتها الغاشمة وحصارها الاجرامي لأهل قطاع العزة الصامدة بكل بشائر النصر الالهي القادم من بين إنفاق بطولات ما بعد مائة يوم من الصمود الاسطوري والاستبسال التاريخي وتكبيد عدوهم المنهار على كل الجوانب، خسائر يومية غير مسبوقة في أرواح جنوده وضباطه وعتاده منذ تأسيسه الاستيطاني غير المشروع عام 1948 ضمن صفقة وعد بلفور البريطاني المشؤوم لزعزعة أمن وسلامة المنطقة التي تتهيأ اليوم لمرحلة اجتثاثه السرطاني والتطهر القومي من ادران إجرامه الدموي الموعود بالزوال إلى مزبلة التاريخ.