مسعد عكيزان
“حين تقتل العواطف بدم بارد”
مسكين أيها الإنسان كم تجهد نفسك في تقمص هيئة هي بعيدة كل البعد عن جوهرك الحقيقي، رغبة منك أن تحيا حياة ترسم معالمها في خيالك، وتشقى في مطاردة تحقيقها على أرض الواقع.
كم من الأشخاص نكون عنهم انطباعات بعينها، وتتناقل الألسن عنهم صفات معينة ومقومات شخصية محددة، ويتعدى الأمر إلى ما وراء الجانب والمظهر الخارجي متغلغلا إلى القيم التي يؤمن بها أولئك الأشخاص.
وكل ذلك ما هو إلا نتيجة عملية معقدة للتقييم، وإصدار أحكام هي في نهايتها انطباعات تتظافر مع بعضها لتكوين صور الشخصيات للأفراد على اختلافها وتباينها حسب ما يصدر عنها، وحسب تفاعل أصحابها مع محيطهم.
تلك هي صورة مجهرية للأفراد بمجتمعاتنا، وتلك هي نقطة الانطلاق لفهم التركيبة الاجتماعية وعلاقات أفرادها ببعضهم.
الإيمان الداخلي بأمر ما يخلق القناعة بماهيته وكنهه، وبالتالي المحفز تجاهه أو ضده، ولكن ـ بلغة فيزيائية بحتة ـ يبقى هناك ردة الفعل التي تؤخذ دائما بالحسبان، وتكون دائما هي السلطة والثقافة المهيمنة، والقوة الموجهة لنشاط أفراد المجتمع، وتعاطيهم مع الحياة من حولهم.
أنا أريد وأرغب ولا أجد مبررا منطقيا ذاتيا للامتناع نحو تحقيق تلك الرغبة، لكن ماذا سيكون بانتظاري حين يصدر عني الفعل تجاه بلوغ ما أريد؟
هنا يكمن السر!
هناك جانب كبير جدا من حياتنا يبقى خلف الكواليس ولا يظهر بتاتا.
وهنا تكمن المأساة أيضا!!