كريتر نت – صنعاء
نشبت خلافات حادة بين كل من قيادات مليشيا الحوثي، وسفير الحرس الثوري لدى المليشيا حسن إيرلو، وقال مصدر مطلع، إن تلك الخلافات وصلت حد تهديد إيرلو للمشاط بالمصير نفسه الذي لقيه سلفه صالح الصماد، على خلفية امتناع المشاط عن حضور فعالية ذكرى مصرع الإرهابي قاسم سليماني.
ومؤخراً، بدأ يطفو على السطح صراع واضح بين كل من مهدي المشاط، رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي التابع لمليشيا الحوثي الموالية لإيران، وسفير الحرس الثوري لدى المليشيا، حسن إيرلو، الذي يتصرف بوصفه الحاكم الفعلي لصنعاء.
وتقول المعلومات، إن المشاط أثار مسألة تجاوز إيرلو لكل قيادات المليشيا، حتى أنه لمح ذات مرة متهكماً، إلى إمكانية أن يتم إعلان إيرلو حاكماً فعلياً، وقال: “واحنا نروح الجبهات أو نروح البلاد، لأنه ما عاد بش لنا داعي”.
ولا يعترض المشاط على ولاء جماعته لإيران، فبحسب المصدر، فإن المشاط لفت، إلى أن هذه الممارسات ستؤثر على سمعة الميليشيا وستصدم الناس بها، كونها جاءت دفعة واحدة، وليس بشكل تدريجي، وهو ما لن يتقبله كثير ممن أسماهم “المترددين”، الذين لازالوا يشكلون الغالبية في مناطق سيطرتهم.
وفي آخر تطورات الخلاف، امتنع المشاط عن حضور فعالية أقامتها جماعته الموالية لإيران، احتفاءً بذكرى مصرع قائد فيلق القدس الإيراني “قاسم سليماني”، الذي قتل في ضربة أمريكية استهدفت سيارته قرب مطار بغداد، في 3 يناير 2020. وهي الفعالية التي امتنع عن حضورها أيضاً محمد علي الحوثي، رئيس ما يسمى باللجان الثورية التابعة للمليشيا. وهو ما أغضب إيرلو، سفير إيران لدى المليشيا.
وقال المصدر إن حسن إيرلو، أصر على حضور المشاط، لكن الأخير رفض، بمبرر الخوف من احتمال قيام تحالف دعم الشرعية، بقصف مقر الاحتفال، رداً على هجوم عدن الذي استهدف الحكومة اليمنية، الذي نفذته المليشيا بأوامر من طهران.
وأوضح المصدر، أن المشاط تذرع بأنه “لا يصح أن يتواجد ما أسماهم بـ “رجالات الدولة” في فعالية كبيرة كهذه.. وأخبر إيرلو أنه – أي المشاط – على رأس قائمة المطلوبين للتحالف العربي”؛ لكنه في نفس الوقت قام بتكليف بن حبتور، رئيس حكومة الحوثيين بحضور الفعالية، ورفض هو الحضور شخصياً.
وأضاف المصدر: رفض المشاط الحضور، بالرغم من أنه قد تم تغيير مكان إقامة الفعالية إلى جامع الصالح بدلاً من أماكن أخرى كانت مقترحة، استجابة لمخاوفه من أن يتم قصف الفعالية.
وتابع: كان مقرراً للفعالية أن تتم في واحد من عدة أماكن مقترحة، من بينها الصالة الرياضية، أو المركز الثقافي، أو أن تكون حفلاً شعبياً في ميدان السبعين، لكن خوف قيادة الميليشيا والسفير الإيراني، دفعهم لنقل الاحتفال إلى جامع الصالح، بحجة أن التحالف لن يقصف المسجد لقدسيته.
ورغم نقل الفعالية إلى جامع الصالح، إلا أن المشاط واصل الرفض والامتناع، وكذلك فعل محمد علي الحوثي، غير أن الأخير لم يكن محل تركيز إيرلو، الذي أطلق تهديداً للمشاط، بأن خوفه بعد كل هذه الاحتياطات سيوصله إلى مصير سلفه..
وقال المصدر: كان لدى المليشيا مخاوف حقيقية من احتمال شن تحالف دعم الشرعية هجوماً يستهدف قياداتها، رداً على هجوم الميليشيا بأوامر وإصرار حسن إيرلو، الذي استهدف الحكومة الشرعية لحظة وصولها مطار عدن الدولي، والذي نفذته المليشيا بغرض تصفية الحكومة بالكامل، وإنهاء أي آمال بتواجد الشرعية كحكومة على الأرض، وحتى لا يكون بمقدور أي حكومة بعدها العودة إلى عدن أو أي منطقة أخرى.
وأضاف، كان الحوثيون يأملون من الهجوم على مطار عدن لحظة وصول طائرة تقل الحكومة الجديدة، بأن يساعدهم في تحقيق انتصارات على الأرض في مأرب، مشيرا إلى أن الميليشيا الحوثية مسؤولة عن هجمات عدن بأوامر إيرلو، الذي أبلغهم أنها أوامر مباشرة من طهران.
وأوضح، أن الحوثيين كانوا يعتقدون أن الهجوم على المطار وتصفية الحكومة سيسبب انهياراً معنوياً في صف الشرعية وجيشها، ويؤثر على جبهات مأرب سلباً. مضيفاً كان لديهم أمل بأن “يؤجج الهجوم الخلافات بين الشرعية والانتقالي، وربما يشعل حربا جديدة، بسبب تبادل الاتهامات بينهما”.
والأربعاء 30 ديسمبر الماضي، ضرب هجوم إرهابي مطار عدن لحظة وصول طائرة تقل الحكومة الجديدة إلى المطار، وفيما نجا جميع من كان على متن الطائرة، قتل 25 شخصاً وأصيب حوالي 110 آخرين، بينهم مسؤولون حكوميون وإعلاميون وعاملون في المطار ومسافرون، كانوا بانتظار رحلتهم إلى القاهرة.
وقال رئيس الحكومة اليمنية، معين عبد الملك، في تصريحات سابقة له إلى “بصمات إيران” في الهجوم الذي استهدف مطار عدن، بالتزامن مع وصول أعضاء الحكومة إليه. مضيفاً أن الهجوم نفذ باستخدام صواريخ موجهة، وأن هناك معلومات استخباراتية وأمنية، تفيد بأن “خبراء إيرانيين كانوا يعدون خلال الأشهر الماضية لمثل هذه الأعمال”.