كريتر نت / المشهد العربي
سلط المجلس الروسي للشئون الدولية الضوء على أن محادثات السويد الأخيرة حول عملية السلام في اليمن تجاهلت إلى حد كبير مصالح جنوبيي اليمن.
وأوضح المجلس – في تقرير نشره على موقعه الإلكتروني تحت عنوان “روسيا والشرق الأوسط.. الدبلوماسية والأمن بين روسيا وجنوب اليمن” وترجمه “المشهد العربي” – أن المجلس الانتقالي الجنوبي أعرب أكثر من مرة عن استيائه من عملية السلام التي تجاهلت مصالح الجنوبيين.
وألقى المجلس الروسي الضوء على المظاهرات التي نظمها جنوبيو اليمن في السويد – حيث تُعقد محادثات السلام – والتي دعت إلى إقامة دولة مستقلة في الجنوب.
صدى واسع للمظاهرات
وأشار المجلس الروسي إلى الصدى الواسع داخل روسيا لمظاهرات الجنوبيين، موضحًا أن كبار صانعي السياسات في الرئاسة الروسية (الكرملين) – مثل السفير الروسي لدى اليمن فلاديمير ديدوشكين، والمندوب الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلينيبنزيا – شددوا على أهمية معالجة قضية جنوب اليمن، في الوقت الذي تجاهلت قوى عظمى أخرى مطالب الجنوبيين.
ونوّه المجلس الروسي للشئون الدولية بالاهتمام الكبير القديم من روسيا بجنوب اليمن، لافتًا إلى أن الاتحاد السوفيتي نظر إلى جنوب اليمن في الفترة من عام 1967 إلى عام 1990 كأكبر حليف في الشرق الأوسط.
ونبّه المجلس إلى أن ميناء مدينة عدن استضاف قاعدة عسكرية سوفيتية ضخمة في البحر الأحمر، فضلًا عن المساعدات التي قدمتها جزيرة سقطرى لعمليات الانتشار البحرية السوفيتية في هذه المنطقة المهمة استراتيجيًا.
علاقات وثيقة ومستمرة
وفي إشارة إلى العلاقات الوثيقة بين الاتحاد السوفيتي سابقًا مع جنوب اليمن، ذكر المجلس أن آلاف اليمنيين درسوا في معاهد تعليمية سوفيتية، وسافر باحثون سوفييت إلى المنطقة بأعداد كبيرة، مؤكدًا أن هذه العلاقة الخاصة مستمرة حتى اليوم.
وأشار المجلس الروسي إلى مقابلة أجراها مؤخرًا مع أحمد عمر بن فريد ممثل المجلس الانتقالي في دول الاتحاد الأوروبي، حيث أكد بن فريد أنه على الرغم من أن التآزر الأيديولوجي الذي ربط الاتحاد السوفييتي بجنوب اليمن لم يعد قائمًا، إلا أن المجلس الانتقالي يشكل مسارًا ثابتًا نحو علاقات جيدة مع روسيا، لافتًا إلى أن المجلس الانتقالي الجنوبي يحتفظ بمكتب في العاصمة الروسية موسكو لتوطيد العلاقات مع صانعي السياسات الروس.
وبيّن المجلس أن العلاقة القوية بين روسيا وجنوب اليمن تظهر من خلال التزام موسكو الواسع بتعزيز الحوار بين الفصائل في جنوب اليمن.
كما نقل المجلس الروسي عن بن فريد تأكيده أن مخاوف اندلاع حرب أهلية في جنوب اليمن حال الانفصال مبالغ فيها، وأن الفصائل الجنوبية اتخذت خطوات كبيرة نحو المصالحة خلال اتفاقية السلام في عام 2006.
وأشار بن فريد – خلال المقابلة – إلى شرعية الطموحات الانفصالية في جنوب اليمن، وقدرة الجنوب على وضع سياسة خارجية مستقلة، مشددًا على أن توحيد اليمن في عام 1990 حدث دون تعزيز التفاهم الثقافي بين الأقاليم، وترك البلاد شديدة التأثر بتجدد الصراع السياسي.
التزام جنوبي ودعم إماراتي
ونوّه بن فريد بالتزام المجلس الانتقالي الجنوبي بإقامة دولة يمنية في الجنوب، معربًا عن امتنانه للمساعدات التي تقدمها دولة الإمارات العربية المتحدة.
اهتمام روسي
وذكر المجلس الروسي للشئون الدولية أنه على الرغم من أن تأثير محادثات السلام في السويد على المستقبل السياسي لجنوب اليمن لا يزال غير واضح، فقد أعطت روسيا اهتمامًا كبيرًا لهذا البُعد من الصراع أكثر من غيرها من القوى العظمى الأخرى.
ورجح المجلس – في سياق تقريره – أن يعزز المجلس الانتقالي الجنوبي علاقته مع الجانب الروسي خلال الأشهر القادمة.
ويُعد المجلس الروسي للشئون الدولية (RIAC) مؤسسة فكرية أكاديمية ودبلوماسية غير ربحية تأسست بموجب المرسوم الرئاسي المؤرخ في 2 فبراير 2010.