كريتر نت – وكالات
أطلقت كوريا الشمالية الأحد أقوى صاروخ لها منذ العام 2017 بحسب ما أعلنت جارتها الجنوبية التي تعتقد أن بيونغ يانغ قد تنفذ قريبا تهديدها باستئناف تجاربها النووية أو إطلاق الصواريخ البالستية العابرة للقارات.
وقالت سيول الأحد إن كوريا الشمالية تتبع “مسارا مشابها” لمسار العام 2017 عندما كانت التوترات في ذروتها في شبه الجزيرة الكورية، وفق ما نقلته “فرانس برس”.
كما أعلن الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-إن في بيان أن بيونغ يانغ “تقترب من خرق الوقف الاختياري الذي فرضته على نفسها” والذي علّقت بموجبه التجارب النووية والصواريخ البالستية العابرة للقارات.
وقالت هيئة الأركان المشتركة لكوريا الجنوبية إنها رصدت فجر الأحد إطلاق “صاروخ بالستي متوسط المدى بزاوية عالية باتجاه الشرق”.
قطع مسافة 800 كلم
وأطلق الصاروخ من مقاطعة جاغانغ الشمالية، أي مِن حيث كانت كوريا الشمالية أطلقت أيضا ما تزعم أنها صواريخ فرط صوتية.
فيما أشارت هيئة الأركان المشتركة إلى أن الصاروخ قطع مسافة 800 كيلومتر في 30 دقيقة وطار على ارتفاع ألفي كيلومتر قبل أن يسقط في بحر اليابان.
صور للصاروخ الذي أطلقته كوريا الشمالية وسقط في بحر اليابان 30 يناير 2022
وهذا الاختبار هو السابع الذي تجريه بيونغ يانغ منذ بداية العام. وآخر مرة أجرت كوريا الشمالية عددا كبيرا من التجارب خلال مدة زمنية قصيرة كانت في العام 2019 بعد انهيار المحادثات بين الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون والرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترمب.
ومذاك بلغت المحادثات بين البلدين طريقا مسدودا وأصبح اقتصاد بيونغ يانغ يعاني من جراء العقوبات الدولية وإغلاق الحدود الذي فرضته كوريا الشمالية على نفسها في مواجهة كوفيد 19.
تهديد أمن اليابان
من جانبها، قالت اليابان إن الأمر يتعلق بصاروخ متوسط أو طويل المدى. وقال المتحدث باسم الحكومة اليابانية هيروكازو ماتسونو إن طوكيو احتجت بشدة على كوريا الشمالية، متهمة إياها “بتهديد أمن اليابان وسلمها” بهذه الاختبارات.
وقالت سو كيم، المحللة في مؤسسة “راند” إن كوريا الشمالية “تسرع تدريجا” الآن اختبار أسلحتها.
كما اعتبرت أن “كيم كبحَ شهيته” في ما يتعلق بالاختبارات والاستفزاز، مضيفة “الوقت حان الآن، وعمليات الإطلاق الصاروخية المتكررة تُضيف مشكلة أخرى إلى لائحة ضخمة بالفعل من التحديات الدولية التي تواجه واشنطن.
بدوره، قال ليف إيسلي، الأستاذ في جامعة إيها، إن “نظام كيم يستمع لما يقال في الخارج عن ضعفه الداخلي”. وأضاف “بالتالي فهو يريد أن يذكّر واشنطن وسيول بأن أي محاولة لإطاحته ستكون مكلفة جدا”.
صور للصاروخ الذي أطلقته كوريا الشمالية وسقط في بحر اليابان 30 يناير 2022
استعراض للقدرات العسكرية
ويستعرض النظام الكوري الشمالي قدراته العسكريّة ويُواصل تجاهل عرض الولايات المتحدة لإجراء محادثات. فمنذ بداية العام، شرعت بيونغ يانغ في سلسلة جديدة من الاختبارات، شملت صواريخ فرط صوتية، وذلك في أعقاب خطاب ألقاه كيم في كانون الأول/ديسمبر، جدّد فيه التزامه تحديث الجيش.
وكانت بيونغ يانغ أجرت اختبارَين آخرين هذا الأسبوع، وأربع تجارب أخرى على الأقلّ هذا الشهر.
والجمعة نشرت وكالة الأنباء الرسميّة الكوريّة الشماليّة صورًا لكيم خلال زيارته مصنعًا للذخيرة، بعد أسبوع على تهديد بيونغ يانغ باستئناف تجاربها للصواريخ النووية والبالستية الطويلة المدى التي علّقتها منذ 2007.
صور للصاروخ الذي أطلقته كوريا الشمالية وسقط في بحر اليابان 30 يناير 2022
إدانة عالمية
وأثارت هذه السلسلة من الاختبارات المحظورة إدانة عالميّة واستدعت عقد اجتماع مغلق لمجلس الأمن الدولي. كما فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة ردا على ذلك، ما أثار غضب كوريا الشمالية.
ويأتي هذا في مرحلة حسّاسة تشهدها المنطقة، إذ تستضيف الصين الحليف الرئيسي الوحيد لنظام كوريا الشمالية، دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في شباط/فبراير، بينما تُجري كوريا الجنوبية انتخابات رئاسية في آذار/مارس.
وكانت الولايات المتحدة دعت في وقت سابق كوريا الشمالية إلى “وقف أنشطتها غير القانونية والمزعزعة للاستقرار”.
كما طلب الموفد الأميركي للملف الكوري الشمالي سونغ كيم في اتصال هاتفي مع نظيريه الياباني والكوري الجنوبي، من كوريا الشمالية الاستجابة بشكل إيجابي لعرض الحوار الذي قدّمته واشنطن وبدون شروط مسبقة. وأكد مجدّدًا وفق ما جاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية الأميركية، “الالتزام الثابت” للولايات المتحدة “لجهة الدفاع عن حلفائها”.
عمليات سرية
ويبدو النظام الكوري الشمالي عازما أكثر من أي وقت مضى على تعزيز قدراته العسكرية في ظلّ الأزمة الاقتصادية القوية التي تمرّ بها بيونغ يانغ.
وقال وزير الدفاع الياباني نوبو كيشي في وقت سابق إن تواتر التجارب الصاروخية وتنوعها، يظهران أن كوريا الشمالية “تحاول تحسين تكنولوجيتها وقدراتها العملياتية لتنفيذ عمليات سرية حتى تجد الدول الأخرى صعوبة في اكتشاف الاستعدادات لعملية إطلاق”.
وشدد على أنه “لا يمكن تجاهل التطور الملحوظ الذي حققته كوريا الشمالية في تكنولوجيا الصواريخ الخاصة بها”.