صالح علي
كشفت مصادر يمنية مقربة من حزب الإصلاح اليمني الموالي لقطر جزءا من خفايا واسرار التحالف مع مليشيات الحوثية الإيرانية واللقاء الذي تم في صعدة مع زعيم التمرد الحوثي عبدالملك الحوثي في العام 2014م.
وقال عضو بمؤتمر حوار صنعاء في حديث لمحرر (اليوم الثامن) خلال لقاء جمعهما في العاصمة عدن مساء الثلاثاء :”إن اجتماعا عقد في صنعاء في العام 2013م، قبيل انعقاد مؤتمر الحوار اليمني، بين قيادات إصلاحية وأخرى حوثية، واتفق فيه الطرفان على (منع استقلال الجنوب)، مع أهمية اظهار مرونة في التعاطي السياسي مع تصريحات مؤيدة للجنوب والقضية الجنوبية وحق الجنوب في تقرير مصيره”.
وعقب الاجتماع، أعلن حزب الإصلاح اليمني تأييده لما اسماه حق الجنوب في تقرير مصيره، ومثل ذلك فعل الحوثيون الذين أرسلوا قيادات من جماعتهم الى عدن”.
وتابع :”شعرت السعودية بخطر التحالف الإخواني مع الحوثيين وسارعت الى اعلان الإصلاح اليمني منظمة إرهابية، الأمر الذي اعتقدت السعودية انها أحبطت التحالف”.
وأكد ان الإصلاح اليمني برر لاتباعه اتفاقه مع الحوثيين بانه يأتي في سياق منع استقلال الجنوب، خاصة بعد تصاعد حينها الاحتجاجات في ساحة العروض بخور مكسر بعد ان اقام الجنوبيون مخيما كبيرا للتأكيد على مطالبهم”.
وأكد ان قطر هي الراعية الرسمية للحوثيين منذ حروب صعدة، بل انها استخدمت الكثير من القضايا والجمعيات لتمويل الحوثيين. وفي رده على سؤال حول الأموال التي قدمتها الدوحة لدعم معالجة قضية الجنوب والمقدرة بـ350 مليون دولار، قال المصدر :”هذه الأموال على الأرجح ذهبت الى خزينة حزب الإصلاح اليمني، لم تذهب لمعالجة قضية الجنوب، لكن قطر مولت الحوثيين بدعوى إعادة اعمار صعدة، لكن لا يعني ان جزءا من هذه الأموال ذهبت للحوثيين”.
وتحدث المصدر عن اعتصام ساحة الجماعة في صنعاء، الذي استمر حتى بعد مؤتمر الحوار اليمني وحتى بعد سقوط صنعاء بيد الحوثيين، حيث كان معسكرا لتجنيد مقاتلي الحوثي، برعاية قطرية”.
مؤكدا ان السعودية كانت تعلم جيدا بالدور القطري الداعم للحوثيين”.
وتحدث المصدر عن اتفاق السلم والشركة والذي قال انه أسس للإطاحة بالرئيس هادي. وقال :”المبعوث الدولي جمال بنعمر كان يعمل ان اتفاق السلم والشراكة، سيشعل فتيل الحرب، ولكن بعد ان ضمن الإخوان والحوثي والمؤتمر”.
وقال ان الإخوان والحوثيين والمؤتمر كانوا يخشون الى حد كبير وزير الدفاع الأسبق محمد ناصر أحمد، وحاولوا قتله في تفجير إرهابي قرب وزارة الدفاع، قبل ان يضغطوا على هادي لإقالته.
وأكد ان وزير الدفاع الأسبق محمد ناصر أحمد رجل داهية، وكان عامل ثقل سياسي وعسكري للرئيس هادي في صنعاء، وجميع الاطراف كانت تخشى تحركاته.
وتحدث المصدر عن السبب الرئيس وراء إيقاف اخوان اليمن لأربعين ألف مقاتل من مليشياتهم كانت السعودية قد مولت التنظيم لقتال الحوثيين.
موضحا :”شعر الإخوان ان هادي يريد ادخال الاخوان والحوثيين في معركة كسر عظم، وان خلافات نشبت بين الرئيس هادي وعلي محسن الأحمر، على خليفة إيقاف قتال الحوثيين، حيث وصف الأول الثاني بزعيم مليشيات.
وتابع المصدر الحديث بالقول :”ما حصل في صنعاء كانت مؤامرة خبيثة، كانت جميع القوى اليمنية قد توصلت الى اتفاق يقضي بالتحرك جنوبا لمنع استقلال الجنوب، وكان الاتفاق الإطاحة بهادي سواء بقتله او الانقلاب عليه، وقد فشلوا في اغتياله بالهجوم على المستشفى العسكري في صنعاء، ونحوا في الثانية”.
شعرت قطر بالخطر على مستقبل الإخوان وصنعت لهم التحالف مع الحوثيين، مستغلة علاقتها بإيران، حيث وصفت صحيفة القدس العربي القطرية اتفاق نوفمبر 2014 بين الإخوان والحوثيين بان الإصلاح قطع الطريق على الناقمين، من الحزب، بعقد شراكة وتحالف مع الحوثيين.
وقد عبر أعضاء في حزب الإصلاح رفضهم التحالف مع الحوثيين، الا ان قيادات حزب الاخوان، أكدت ان التحالف هدفه إيقاف استنزاف الحزب في معركة مع الحوثيين، وان التحالف هدفه الرئيس الحفاظ على الوحدة اليمنية.
واعترفت قيادات إخوانية في وقت مبكر بدور الحزب في تسليم صنعاء للحوثيين، حيث قال القيادي الإخواني يحيى رسام في مقابلة مع قناة الجزيرة بعد ثلاثة أيام من سقوط صنعاء بيد الحوثيين سبتمبر 2014م”إن سقوط صنعاء تمت بمؤامرة وان العاصمة اليمنية سلمت للحوثيين ولم يسقطها الموالون لإيران”. وحمل رسام قائد الفرقة الأولى مدرع علي محسن الأحمر وقيادات مؤتمرية واصلاحية مسؤولية تسليم صنعاء للحوثيين”.
وقال القيادي الإصلاحي ان “وزير الداخلية الإخواني يحيى الترب، انصاع لتوجيهات الحزب ووجه قوات الشرطة والأمن بعد إطلاق طلقة رصاص صوب الحوثيين”.
وقال رسام ” وزير الداخلية الترب نفذ توجه حزب الإصلاح فهو مقرب من الحزب، إذ قال للجنود لا تقاتلوا إخوانكم الحوثيين واعتبروهم أصدقاء، وأنا أعتقد أنه فعل هذا حقنا للدماء”. وبشأن مستقبل الإخوان في اليمن بعد التحالف مع الحوثين قال رسام :” ينتظر حزب الإصلاح مستقبل زاهر، وهو أول من وقع على الاتفاق مع الحوثيين، ليس حزبنا على عداء مع الحوثيين، فنحن صلينا جميعا في الساحات إبان الثورة، وإيران هي كلمة السر”.
ويتحالف الإخوان والحوثيون بصورة علنية، الأمر الذي انعكس على الحرب ضد حلفاء ايران في اليمن، حيث لم تحرر أي مدينة شمالية منذ أربعة أعوام على الرغم من الدعم السعودي الكبير للقوات هناك. وترجح مصادر عسكرية في مأرب السبب الى ان الأزمة مع قطر قد ألقت بظلالها على مستقبل الحرب، وان الإصلاح لا يمكن يدخل في معركة كسر عظم مع الحوثيين، في حين ان الدوحة تعيش حالة من العزلة.
وبرر مصدر في حزب الإصلاح ومسؤول في وزارة الشباب والرياضة اليمنية لـ(اليوم الثامن) عدم وجود جدية لقتال الحوثيين في شمال اليمن :”ان المجتمع الدولي يرفض ان يكون الإصلاح بديلا للحوثيين بعد هزيمتهم، الغرب يرفض الإسلام السياسي، وهو يقف ضد الاخوان، هناك من يرفض أي دور للإخوان، وبالتالي فالاخوان لا يمكن يدخلوا في معركة قد تكون خسارتهم لمستقبلهم السياسي”.
المصدر : اليوم الثامن