كريتر نت – متابعات
هاجم الإعلامي السعودي داود الشريان قناة (العربية)، معتبراً في منشور على حسابه في منصة (إكس) أنّ الشبكة أصغر من التعبير عن السعودية، ولا تعرف حجم الرياض ومكانتها العربية والإسلامية، ودورها المحوري في إدارة أزمات المنطقة.
وأشار الشريان إلى “أنّ مشاهدات قناة (العربية) متدنية، وأنّها تمارس دعاية سياسية بليدة، تُعدّ سابقة في الغباء المهني والخور”، في إشارة إلى تغطيتها للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
ورغم مسح الشريان لتغريدته واعتذاره للقناة، أثار ردود فعل، على اعتبار أنّه من أهم الإعلاميين السعوديين المقربين من السلطة، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وقد ردّ المدير العام لقناة (العربية) ممدوح المهيني على الشريان في منشور على منصة (إكس)، قال المهيني في منشوره: “مع الاحترام لك…، شبكة العربية هي الأكثر مشاهدة، ولو طلبت المعلومات الموثقة، فسأرسلها لك بكل رحابة صدر”.
وأضاف: “تعرف أنّ العربية مهنية، وتلتزم بهذا الخط حتى في أكثر الأوقات صعوبة، ورغم أنّه سهل علينا أن نتلاعب بالجماهير، ونزيف المعلومات، ونحرك العواطف، ونركب الموجة الشعبوية، ولكننا لا نفعل، لأننا نحترم المشاهدين، ونحترم أنفسنا، ونصرّ على هذا الخيار حتى لو تعرضنا للمزايدات والتخوين كما يحدث هذه الأيام”.
وأضاف: “من أول يوم تابعنا القضية بكل تفاصيلها، ونقلنا المعلومات، وقابلنا كل الأطراف، ونقلنا كل المؤتمرات، وأولها مؤتمرات قيادات حماس، ونقلنا قبل كل ذلك معاناة أهالي غزة، وركزنا على الجانب الإنساني في مأساتهم الرهيبة التي يتم تجاهلها لأهداف إيديولوجية سياسية لا تخفى على أحد”.
وتابع: “مقابلة الزميلة رشا نبيل مع خالد مشعل، ومقابلة الزميل طاهر مع أفيخاي أدرعي، مقابلتان هما الأهم برأيي في هذه التغطية في المحطات التلفزيونية (تم تداولهما دوليّاً)، ويمكن الرجوع إليهما للتأكد من حديثي”.
وأكمل المهيني: “في أول جولة لبلينكن قرر الظهور معنا في القاهرة، وطرحنا عليه أسئلة صعبة، وتوالى ظهور الشخصيات المهمّة، وكان آخرهم رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، والأمثلة كثيرة يصعب حصرها”.
وختم المهيني: “هذا توضيح، وليس ردّاً على تغريدتك، لأنّها مجرد انطباعات شخصية وهواجس نفسية لا تستند على معلومات أو أرقام. ترديد الأكاذيب لا يحولها إلى حقيقة”.
وقد قسمت تغريدتا الشريان مستخدمي (إكس) في السعودية؛ بين من اعتبر أنّه لم يكن حريّاً به الاعتذار، لأنّه قال الحقيقة في تغريدته المحذوفة، وبين من هاجمه ورحّب باعتذاره.
وتُواجه قناة (العربية) السعودية أزمة مع الجمهور العربي؛ بسبب انحيازها لإسرائيل، وتعرّضت لانتقادات واسعة النطاق بسبب خطابها الذي يجرّم المقاومة الفلسطينية، وقد أثار محللها العسكري للقناة رياض القهوجي موجة سخط عربية وإسلامية بسبب وصفه للقسام بـ (داعش)، كما تبنّى رواية الاحتلال بأنّ مجمع الشفاء الطبي في غزة مقر عسكري وقيادة لحركة حماس.
وتعمّدت القناة في مقابلة شهيرة انتشرت على نطاق واسع إهانة وتجريم القيادي في حركة حماس خالد مشعل.
وعلّق السفير الفلسطيني في لندن حسام زملط في منصة (إكس) على أداء قناة (العربية)، وقال زملط: “انتقدت المصطلحات المستخدمة في تقرير لقناة (العربية)، والذي سبق المقابلة معي بدقائق. التقرير ساوى بين المُحتل الذي يقع تحت الاحتلال، وبين الملايين في بريطانيا والعالم الذين يتظاهرون ضد الاحتلال، والمئات الذين يتظاهرون دعماً للاحتلال”.
الجدير بالذكر أنّ قناة (العربية) قناة فضائية إخبارية سعودية، وجزء من مجموعة (إم.بي.سي)، تبث من العاصمة السعودية الرياض، وتهتم بالأخبار السياسية والرياضية والاقتصادية، وتضم القناة إعلاميين عرباً وسعوديين وغربيين.