كريتر نت – متابعات
يعرض الاتحاد الأوروبي، اليوم الاثنين، على كل من إسرائيل ودول لجنة المتابعة العربية والسلطة الفلسطينية حزمة أفكار في “خارطة طريق” تنطلق من وقف حرب غزة إلى قيام الدولة الفلسطينية والأمن الإقليمي.
ويشمل ملف إنهاء حرب غزة إطلاق خطة سلام شاملة، مرتبطة بحل مشكلة الأمن بالنسبة إلى الفلسطينيين والإسرائيليين، ومن ثم إطلاق عملية إعادة إعمار القطاع، كما تشترط الدول العربية.
كما يتوجب على الفلسطينيين وضع بديل سياسي لحماس، مقابل التزام إسرائيل بحل الدولتين.
وتتضمن الوثيقة الأوروبية دعوة إلى مؤتمر السلام التحضيري، ينظمه الاتحاد الأوروبي ومصر والأردن والسعودية وجامعة الدول العربية، بمشاركة الولايات المتحدة والأمم المتحدة، وتتمثل مخرجاته في إعداد مسودة خطة السلام ودعوة الأطراف الدولية للمساهمة فيها.
وتؤكد الوثيقة الأوروبية على ضرورة منح إسرائيل والدولة الفلسطينية المستقبلية ضمانات أمنية قوية تشمل الاعتراف المتبادل بين الجانبين.
ويعقد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي محادثات منفصلة، الاثنين، مع وزيري خارجية إسرائيل وفلسطين، لبحث آفاق تحقيق سلام دائم بعد رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الدعوات لحل الدولتين.
وقبل بدء الاجتماع، شدد مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الاثنين على حل الدولتين لوضع حد للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي مؤكدا أن إسرائيل لا يمكنها بناء السلام “بالوسائل العسكرية وحدها”.
وكرر بوريل الإدانة الصادرة عن الأمم المتحدة لرفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو “غير المقبول” للدعوات لإقامة دولة فلسطينية بعد حرب غزة.
وقال بوريل “ما نريده هو بناء حل على أساس دولتين. لذا، دعونا نناقش الأمر”. وأكد أنه “لا يمكن بناء السلام والاستقرار بالوسائل العسكرية وحدها”.
وأضاف “ما هي الحلول الأخرى التي يفكّرون بها؟ دفع جميع الفلسطينيين للمغادرة؟ قتلهم؟”.
ومع هجوم حماس غير المسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر والرد العسكري الإسرائيلي المدمّر في غزة، دخل الشرق الأوسط دوامة جديدة من الاضطرابات في ظل مخاوف من اتساع رقعة النزاع.
وبينما يبدو أن العنف المتواصل يجعل التوصل إلى حل طويل الأمد أمرا أكثر صعوبة، يشدد مسؤولون في الاتحاد الأوروبي على أن الوقت حان للتحدّث أخيرا عن حل للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي.
وأكد بوريل أنه عرض على وزراء التكتل “نهجا شاملا” للتوصل إلى سلام دائم.
ومن المقرر أن يجتمع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الـ27 أولا مع نظيرهم الإسرائيلي يسرائيل كاتس، ولاحقا وبشكل منفصل مع نظيرهم الفلسطيني رياض المالكي. لكن من غير المتوقع عقد لقاء بين كاتس والمالكي.
كما سيجتمع الوزراء الأوروبيون أيضا مع وزراء خارجية مصر والأردن والسعودية.
وقالت أنالينا بيربوك وزيرة خارجية ألمانيا اليوم الاثنين قبيل حضور اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي إن حل الدولتين الذي من شأنه أن يتيح التعايش السلمي بين الإسرائيليين والفلسطينيين هو الحل الوحيد للصراع المستمر.
وأضافت “كل أولئك الذين يقولون إنهم لا يريدون أن يسمعوا شيئا عن مثل هذا الحل لم يقدموا أي بديل”، ودعت أيضا إلى “وقف إنساني” عاجل للحرب المستعرة في قطاع غزة.
وانتقد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، الاثنين، “الأجندة العنصرية المتطرفة” للحكومة الإسرائيلية، وقال إنها تتحدى العالم برفضها قبول حل الدولتين لإنهاء الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين.
وقال الصفدي للصحافيين على هامش اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل إن “الطريق الوحيد للخروج من هذه المأساة هو حل الدولتين… وهم يتحدون المجتمع الدولي بأكمله، وحان الوقت لأن يتخذ العالم موقفاً”.
وفي تصريحات مقتضبة للصحافيين، قال وزير الخارجية الإسرائيلي كاتس إنه في بروكسل لمناقشة قضية الرهائن الذين تحتجزهم حماس وإعادة التأكيد على أن إسرائيل ستفكك حماس وتستعيد أمنها القومي. ولم يتلق أي أسئلة.
ورحبت وزارة الخارجية الفلسطينية، الإثنين، بالحراك السياسي الدولي لحل الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي.
وقالت الخارجية في بيان “نرحب مجددا بالجهود والمواقف الإقليمية والدولية التي تؤكد على الضرورات الاستراتيجية لإنهاء الاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية”.
وحذرت من “تجاهل الحاجة الملحة والأولوية الاولى لإجبار الحكومة الإسرائيلية على وقف الحرب ووقف مجازرها ضد المدنيين الفلسطينيين وتوفير الحماية لهمو وتأمين احتياجاتهم الإنسانية الأساسية قبل كل شيء”.
وأضافت الخارجية الفلسطينية أن “إسرائيل ترتكب مجازر جماعية كبرى في مدينة خانيونس (جنوبي قطاع غزة)”.
واستهدفت سلسلة غارات، فجر اليوم الإثنين، المناطق الغربية لمدينة غزة، حيث ذكرت وسائل إعلام فلسطينية، أن المدفعية الإسرائيلية قصفت بصورة مكثفة محيط مجمع ناصر الطبي غرب مدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة.
وتزامن القصف مع اشتباكات التي وصفت بالعنيفة في محيط المستشفى، حيث تدور مناوشات بين مسلحين فلسطينيين والجيش الإسرائيلي منذ أيام.
كما استهدف الجيش الإسرائيلي 5 مراكز إيواء تضم 30 ألف نازح بمدينة خانيونس جنوبي القطاع، وفق المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، فيما أفادت “الصحة” بسقوط “عشرات الشهداء والجرحى لا تستطيع سيارات الإسعاف الوصول إليهم”.
وأكدت الخارجية الفلسطينية أن “اليمين الإسرائيلي الحاكم برئاسة (بنيامين) نتنياهو يدير ظهره للحراك الدولي السياسي الملحوظ، والذي يتركز على أهمية تجسيد دولة للشعب الفلسطيني على الأرض ويواصل حرب الإبادة الجماعية وارتكاب المزيد من جرائم التطهير العرقي ضد شعبنا”.
ولفتت إلى أن نتنياهو “يدير حملات تضليل ممنهجة موجهة للخارج الدولي يلبس خلالها رداء الضحية، لقطع الطريق على أية جهود دولية وأميركية وأوروبية مبذولة لحل السبب الحقيقي للصراع الذي يتمثل بوجود الاحتلال”.
ومن جانبه، قال وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه اليوم الاثنين إنه يأمل في أن يفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على الإسرائيليين الذين يرتكبون أعمال عنف بحق الفلسطينيين بالضفة الغربية.
وعمل الاتحاد الأوروبي جاهدا للتوصل إلى موقف موحّد حيال النزاع في غزة إذ رفضت أبرز الدول الداعمة لإسرائيل مثل ألمانيا مطالب بلدان مثل إسبانيا وإيرلندا بوقف فوري لإطلاق النار.
ووضع مسؤولون في الاتحاد الأوروبي شروطا فضفاضة “لليوم التالي” بعد انتهاء الحرب في غزة، تقوم على رفض أي احتلال إسرائيلي طويل الأمد وتدعو إلى وضع حد لحكم حماس وإلى لعب السلطة الفلسطينية دورا في إدارة القطاع.
وأسفر هجوم حركة حماس على جنوب إسرائيل عن مقتل 1140 شخصا في إسرائيل، معظمهم مدنيون، حسب تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية يستند إلى أرقام رسميّة. وخطف خلال الهجوم نحو 250 شخصا نُقلوا إلى قطاع غزّة حيث لا يزال 132 منهم محتجزين، بحسب السلطات الإسرائيلية. ويرجح أن 28 على الأقل لقوا حتفهم.
وردّا على الهجوم، تعهّدت إسرائيل بالقضاء على الحركة، وهي تنفّذ منذ ذلك الحين حملة قصف مركز وعمليات برية باشرتها في 27 أكتوبر، ما أسفر عن سقوط 25105 قتلى معظمهم من النساء والأطفال، بحسب وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس.