ناصر الحزيمي
تناولت هنا في الحلقة الماضية إشاعة رؤيا الشيخ أحمد خادم الغرفة النبوية التي لازمت فترة عوام جماعات الإسلام السياسي الحركي منذ بدايات حكم السلطان عبد الحميد وحتى هذه الساعة، وكما نعلم أن السبب في تفعيل انتشار هذه الكذبة منذ أن قيلت هو الأحداث السياسية المواكبة لها مثل الصراع العثماني الداخلي والخارجي والدعوة للجامعة الإسلامية وانحطاط وتدهور الدولة العثمانية، ثم استمر حضور هذه الإشاعة حتى هذه الساعة بالرغم من صدور فتاوى ضدها قديمة وحديثة.
في هذه الأيام مع تطور وسائل الاتصال الجماهيري وفاعليته وفوضويته المجانية أصبحت الكذبة تصنع بشكل متقن أكثر، وأصبح تمريرها للمتلقي يتسم بحرفية أكثر مع مراعات الكثير من الشروط والموانع، ففي عام 2014م وبعد سقوط محمد مرسي وفي قمة الفوضى التي افتعلتها جماعة الإخوان المسلمين أشيع وقتها من قبل فلول جماعة الإخوان المسلمين أن المملكة العربية السعودية سوف تهدم قبر الرسول صلى الله عليه وسلم وسوف ينقل رفات الرسول إلى البقيع وحقيقة الخبر أن المملكة سوف تعمل على توسعة الحرم النبوي من جهته القبلية من غير أي إشارة إلى مساس القبر الطاهر أو القبة الخضراء ولكي تتوفر لهذا الخبر شروط الإشاعة والانتشار غسل من خلال تمريره لصحيفة “إندبندنت” البريطانية أولا ثم تناوله فلول صحفيي الإخوان المسلمين بالتصعيد والخبر بمجمله مكذوب شكلا وموضوعا ويستثنى من ذلك توسعة المسجد النبوي ولا أساس لغير ذلك.
في هذه الأيام انتشرت إشاعة اتبع فيها نفس أسلوب الإشاعة السابقة حدث صادق يبنى عليه إشاعة كاذبة
والإشاعة الكاذبة هي أن المملكة هذه الأيام تعمل على هد “جبل أحد” ونبش قبور شهداء معركة أحد من الصحابة طبعا وكما قلنا إن جميع هذا الكلام كذب وبهتان أطلقته جماعات الإسلام السياسي من الإخوان المسلمين في هذه الأيام وكما يعلم المتابعون أنه كلما تأزم وضع عوام الإخوان المسلمين في أي مكان نجد أنهم يلجؤون للكذب، وهذا ملاحظ بشكل واضح في أزماتهم خصوصا فهم مثلا يستغلون وقوف جهاز حفر إلى جانب أي مسجد لكي يصنعوا كذبة تقول إن هناك قرارا لهدم هذا المسجد لكي يبنى بدلا عنه مقهى وهكذا تنتشر الإشاعة ويسير بها ركبان النت والمنتديات كما حدث في إشاعة هدم جبل أحد لوجود أجهزة الهدم والبناء في مكان قريب من جبل أحد والغرض بناء مستشفى ينتفع به المسلمون بعيدا عن جبل أحد أو المكان التاريخي.
ولا ننس ما قيل حول برج الساعة المطل على الحرم وأنه مشروع استثماري لرجال أعمال والحقيقة أن هذا المشروع من أملاك وقف الحرمين الشريفين.
إن ذريعة التخوين والتضليل حاضرة دائما عند الإخونجية فهم يتدينون بالكذب ويرون أن البهتان قربى إلى الله لمصلحة الإسلام السياسي ويسيرون على مبدأ “كل كذب مباح إذا كان يصب في مصلحة الجماعة” ويوجد أمثلة كثيرة على ذلك نطق بها ومارسها قيادات تنظيمية لجماعة الإخوان المسلمين من حسن البنا مؤسس الجماعة إلى محمد بديع آخر مرشد للجماعة .فهم لا يتورعون عن إطلاق الأكاذيب ضد جميع مناوئيهم يضاف إلى ذلك أن أكاذيب هذه الجماعة يغلب عليها سذاجة السوقة لحشد العوام وكما قلت سابقا قيادات الإسلام السياسي تتعمد التجاوز عن أكاذيب عوامهم بالرغم من يقينهم أن الحقيقة خلاف ذلك كما قلنا سابقا لسان حالهم يقول “لم آمر بها ولم تسؤني”.
آخر الكلام:
قال عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر وقيل للإمام الشافعي:
وعين الرّضا عن كلّ عيب كليلة
ولكن عين السّخط تبدي المساويا
نقلاً عن “العربية”