كريتر نت – متابعات
يشكل تحديد موقع يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة، هاجسا ولغزا مستمرا للجيش الإسرائيلي الذي رغم إحكام قبضته على غزة، إلا أنه فشل في استهداف العقل المدبر لهجوم السابع من أكتوبر الماضي.
ورغم وعود قادة إسرائيل المستمرة لمواطنيهم عن عزمهم على اغتياله، إلا أن القوات الإسرائيلية ظلت عاجزة أمام حنكة السنوار في التخفي.
وفي هذا السياق، تطرقت مواقع إسرائيلية وعربية إلى السنوار وتحدثت عن هروبه إلى سيناء وقادة بارزين بالحركة إلى مصر، لكن مسؤول أمني إسرائيلي بارز نفى اليوم الثلاثاء تلك تقارير.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت في موقعها على الانترنت (واي نت) عن المسؤول قوله إنه لا توجد هناك معلومات استخباراتية تشير إلى ذلك.
وفي وقت سابق الثلاثاء، قال ضابط الاستخبارات الإسرائيلي المتقاعد رافائيل جيروزالمي إن قائد حركة حماس في غزة عبر من رفح إلى مصر مع عدد من الأسرى الإسرائيليين.
وفي مقابلة مع قناة i24 news الإسرائيلية لفت جيروزالمي إلى أنه “مع من نتحدث في عندما نتفاوض مع حماس، السنوار، المسؤولين في الدوحة، من يمثل حماس؟ هم لا يتحدثون مع السنوار ولا دلائل على أن السنوار يتلقى المعلومات من العالم الخارجي أو أن أي جواب نتلقاه من غزة صادر عن السنوار”.
وذكر أن “السنوار لا يستخدم هاتفا محمولا ولا أي وسيلة اتصال تكنولوجية. هو موجود في نفق وقد يكون فر إلى سيناء”، مشيرا إلى أنه “لا دليل على مكان وجوده وفي الوقت نفسه نرى أن المفاوضات لا تتقدم ولا إشارة من حماس على خفض طلباتها”.
وبدورها، قالت صحيفة “يسرائيل هيوم” إن “السنوار قد هرب إلى سيناء مع شقيقه وشقيقته عبر أحد الأنفاق”.
وجاءت هذه التقارير بعدما نشر الجيش الإسرائيلي قبل أيام صوراً للسنوار داخل أحد الأنفاق بعد اندلاع الحرب في 7 أكتوبر الماضي.
كما جاءت بعد انتشار صورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يزعم ناشروها، أنها تظهر اعتقال الجيش الإسرائيلي للسنوار.
والصورة التي تم تداولها على نطاق واسع توثق لحظة اعتقال جنود بالجيش الإسرائيلي لشخص يشبه زعيم حماس، بحسب ما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية.
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر في غزة أنه مع انقطاع الاتصال بين يحيى السنوار وقيادة الحركة في الخارج، بدأ درس إمكانيات تعيين بديل للسنوار في حال اغتياله.
وحسب التقرير فإن الشخص المطروح ليحل مكان السنوار هو عضو المكتب السياسي للحركة دائرة الشهداء والجرحى والأسرى، روحي مشتهى، مشيرا إلى أنه أكثر شخصية مقربة من السنوار، حيث مكثا سوية بنفس الزنزانة في السجن وأطلق سراحهما في صفقة شاليط.
وقال التقرير إنه “منذ ذلك الوقت أصبح مشتهى اليد اليمنى للسنوار ومبعوث السنوار لمهمات خاصة. ويتضح أيضا أنه من الممكن أن يكون مشتهى على اتصال مع قيادة حماس في الخارج- أيضا في الفترة الأخيرة”.
وكان التفسير الشائع في إسرائيل بأن روحي مشتهى اغتيل مع أحمد غندور، قائد الوحدة الشمالية لـ”حماس” والمسؤول الذي يربط بين الذراع العسكرية والسياسية. لكن اتضح أن مشتهى اختبأ في ذلك الوقت في حي الرمال، وهو لا يزال قيد الحياة وقلل ظهوره منذ ذلك الحين إلى الحد الأدنى.
وذكرت هيئة البث أن السنوار لم ينخرط في صياغة النص النهائي لوثيقة الرد التي قدمتها “حماس” لإسرائيل، ونقلت عن ثلاثة مصادر، أنه في الوثيقة يوجد بند مفاده إنه “يتطلب موافقة من قيادة حماس في غزة على الاتفاق”.
وقالت مصادر في القطاع إن إسرائيل “ضاعفت ضغوطاتها العسكرية على خان يونس بشكل كبير خلال الأسبوع الأخير، من أجل تصعيب التواصل بين قيادة حماس في الخارج والسنوار في كل ما يتعلق بتلقي رد من حماس بشأن صفقة المختطفين”.
ومنذ أسابيع، يركز الجيش الإسرائيلي عملياته في خان يونس، مسقط رأس السنوار، الذي تعتبره إسرائيل العقل المدبر لهجوم 7 أكتوبر. ويعتبر القتال بين الجنود الإسرائيليين ومقاتلي حماس الأعنف في هذه المدينة التي تحولت ساحة خراب.
ويذكر أن إسرائيل تتعهد بالقضاء على حماس، فيما قالت الحركة ومسؤولون في المنطقة إن حماس وزعيمها في غزة يحيى السنوار سيقاتلان حتى الموت بدلا من الاستسلام أو العيش في الخارج.
ووضعت إسرائيل السنوار وثلاثة قياديين آخرين في حماس على قائمة كبار المطلوبين لديها لدورهم في التخطيط لهجوم السابع من أكتوبر على بلدات في جنوب إسرائيل وقتل فيه نحو 1200 شخص وأخذ عشرات آخرون رهائن.
ورصدت السلطات الإسرائيلية مكافآت مالية ضخمة لكل من يدلي بمعلومات تؤدي للقبض على قادة حماس في غزة.
وتصدر زعيم حماس في غزة، يحيى السنوار، القائمة مقابل الحصول على مكافأة قدرها 400 ألف دولار، أي أكثر من 1500 ضعف متوسط الأجر الشهري في غزة.