كريتر نت / صحتك
يعتذر شريكك ويقول، إن سلوكه المؤذي لن يحدث مجددًا لكنك تخافين من تكرار ذلك، تتساءلين طوال الوقت إذا كنت تتخيلين الإساءة أم أن الألم العاطفي أو البدني الذي تشعرين به هو ألم حقيقي، إذا بدا الأمر مألوفًا لك، وشعرت أن هذه الكلمات تصف حالك، فقد تكونين تعانين من عنف منزلي .
* ماهو العنف المنزلي؟
يحدث العنف المنزلي، والذي يُسمى، أيضًا، العنف الأسري بين الأشخاص الذين تجمعهم علاقة حميمية، وقد يأخذ العنف المنزلي العديد من الأشكال بما في ذلك الإساءة العاطفية والجنسية والبدنية إلى جانب تهديدات الإساءة. وتحدث الإساءة إلى الرجال في بعض الأوقات من زوجاتهم، لكن غالبًا ما يتم توجيه العنف المنزلي تجاه المرأة.
وقد لا يكون من السهل تحديد العنف المنزلي في البداية، وبينما تكون بعض العلاقات مسيئة بشكل واضح منذ بدايتها، تبدأ الإساءة عادة بالخداع وتزداد سوءًا بمرور الوقت، وقد تعانين من عنف منزلي إذا كنتِ في علاقة مع شخص:
– يصفك بألقاب أو يهينك أو يحبطك.
– يمنعك أو يحبطك من الذهاب إلى العمل أو المدرسة.
– يمنعك أو يحبطك من رؤية أفراد الأسرة أو الأصدقاء.
– يحاول التحكم في كيفية إنفاقك للأموال والأماكن التي تذهبين إليها والأدوية التي تتناولينها أو الملابس التي ترتدينها.
– يتصرف بغيرة أو بشكل تملكي أو يتهمك دائمًا بأنك غير مخلصة.
– يتعاطى الكحوليات أو العقاقير المخدرة ويغضب ويؤذيك.
– يهددك بالعنف أو بالسلاح.
– يضرك أو يركلك أو يدفعك أو يصفعك أو يخنقك أو يؤذيك بأي طريقة أخرى أو يؤذي أطفالك أو حيواناتك الأليفة.
– يجبرك على ممارسة الجنس أو المشاركة في تصرفات جنسية ضد إرادتك.
– يلومك على سلوكه العنيف أو يخبرك أنكِ تستحقين هذا السلوك.
* الحمل والأطفال والعنف المنزلي
يبدأ العنف المنزلي في بعض الأوقات أو يزيد أثناء الحمل، مما يجعل صحتك وصحة طفلك عرضة للخطر، ويستمر الخطر بعد ولادة الطفل. وحتى في حالة عدم الإساءة إلى طفلكِ، فإن مجرد مشاهدة العنف المنزلي قد يكون ضارًا، ويكون الأطفال الذين تتم تربيتهم في منازل مسيئة أكثر عرضة للإساءة وللمعاناة من مشاكل سلوكية مقارنة بالأطفال الآخرين.
وعلى الأرجح أن البالغين بوصفهم بالغين هم من سيقومون بالإساءة أو يعتقدون أن الإساءة جزء طبيعي من العلاقات، وقد تشعرين بالقلق من أن الحصول على المساعدة سيعرضكِ أنت وطفلكِ إلى المزيد من الخطر، أو قد يتسبب في حدوث انفصال لأسرتك، لكنه أفضل طريقة لحماية طفلك ولحمايتك.
* اكسري دائرة الإساءة
في حالة تعرضك لموقف إساءة، فيتعين مراقبة هذا النمط، والذي يتكرر دوماً في العلاقات المسيئة:
– يهددك بالعنف.
– يضربك أو يعنفك أو يؤذيك مادياً ومعنوياً.
– يعتذر أو يتعهد بالتغيير ويعرض عليك الهدايا.
– ثم يتكرر نفس السيناريو مرات متعددة.
هذه الدورة التي تدورين فيها تجعلك تشكين في نفسك؛ فهل ما تتعرضين له هو علاقة مسيئة فعلاً؟ ولماذا يكون لطيفاً معك أحياناً؟ لماذا لا تكون المشكلة فيّ أنا؟ وهكذا تستمر العلاقة، وكلما بقيت في علاقة مسيئة، زاد الأثر البدني والعاطفي الذي تتكبدينه، فقد تصبحين مكتئبة وقلقة، وقد تبدئين في الشك في قدرتك على رعاية نفسك، أو تتساءلين ما إذا كانت هذه الإساءة هي خطأُك، وقد تشعرين باليأس أو بالشلل. إذا كنتِ امرأة كبيرة في السن وتعاني من مشاكل صحية، فقد تشعرين بأنكِ تعتمدين على شريك مسيء.
* أول خطوة للخروج من إسار العلاقة المسيئة
ومع ذلك، يظل السبيل الوحيد للخروج من دائرة العنف المنزلي هو في اتخاذ إجراء، وكلما أسرعتِ في ذلك كان أفضل.
– ابدئي بإخبار شخص ما بشأن الإساءة، سواء كان صديقًا أو شخصًا محبوبًا أو مقدم خدمات الرعاية الصحية أو أي شخص آخر ذي اتصال وثيق بكِ، في البداية، قد تجدين من الصعب التحدث عن الإساءة، لكنكِ ستشعرين على الأرجح بالراحة وستتلقين كثيراً من الدعم اللازم.
* وضع خطة سلامة
قد يكون ترك المسيء أمرًا خطرًا، فكري في اتخاذ تلك الاحتياطات:
– اتصلي بملجأ المرأة أو الخط الساخن للعنف المنزلي لتلقي النصيحة، إجري المكالمة في وقت آمن عندما لا يكون الشخص المسيء بالقرب منكِ أو من داخل منزل صديقتك أو من موقع آمن.
– حضري حقيبة باحتياجاتك في حالات الطوارئ، تتضمن الأشياء التي سوف تحتاجينها عندما تغادرين المنزل، مثل الملابس الإضافية والمفاتيح، واتركي الحقيبة في مكان آمن، وابقي الأوراق الشخصية الهامة والأموال والأدوية الموصوفة من الطبيب في متناول يديكِ، حتى يمكنكِ أخذها معكِ في فترة وجيزة.
– اختاري وجهتك في حالة مغادرة المنزل، وكيف ستصلين إلى تلك الوجهة.
* حماية وسيلة التواصل وموقع تواجدك
يمكن للمسيء استخدام التكنولوجيات لمراقبة الهاتف ووسائل التواصل الإلكترونية ولتعقب موقع تواجدك، في حالة قلقكِ على سلامتك، فاحصلي على المساعدة، للحفاظ على خصوصيتك:
– استخدمي الهواتف بحذر
قد يعترض المسيء هذه المكالمات ويستمع إلى محادثاتك، قد يستخدم المسيء هوية المتصل، ويفحص هاتفك الخلوي أو يبحث عن سجلات فواتير هاتفك لمعرفة التاريخ الكامل لمكالماتك ورسائلك النصية.
– استخدمي الكمبيوتر المنزلي بحذر
قد يستخدم المسيء برامج تجسس لمراقبة بريدك الإلكتروني والمواقع الإلكترونية التي تزورينها، فكري باستخدام الكمبيوتر خلال العمل أو داخل مكتبة أو في منزل صديقتك للحصول على المساعدة.
– تخلصي من أجهزة تحديد الموقع GPS من سيارتك
قد يستخدم المسيء جهاز تحديد الموقع GPS لمعرفة موقعك.
– غيّري كلمة مرور بريدك الإلكتروني بشكل متكرر
اختاري كلمات المرور التي يستحيل على المسيء تخمينها.
– امسحي سجل العرض خاصتك
اتبعي تعليمات المتصفح لمسح أي سجل للمواقع الإلكترونية أو الرسومات التي عرضتها.
* أين تجدين المساعدة؟
في حالة الطوارئ، اتصلي برقم الطوارئ المحلي أو بسلطة إنفاذ القانون، أو الخطوط الساخنة لحماية المرأة والطفل من العنف الأسري، وقد تجدين المصادر التالية مفيدة أيضًا:
– شخص ما تثقين به
الجئي إلى صديق أو شخص محبوب أو جار أو زميل عمل أو واعظ أو مرشد ديني لتلقي الدعم.
– الخط الساخن للمساعدة في حالات العنف المنزلي
اتصلي بالخط الساخن المتاح للتدخل في حالة الأزمات والإحالات إلى المصادر المعنية مثل ملاجئ النساء.
– مقدم الرعاية الصحية الخاص بك
سيعالج الأطباء والممرضات الإصابات وقد يقومون بإحالتكِ إلى مسكن آمن وإلى مصادر محلية أخرى.
– ملجأ محلي للنساء أو مركز للأزمات
توفر الملاجئ ومراكز الأزمات بشكل نموذجي المأوى في حالات الطوارئ على مدار 24 ساعة، كذلك تعمل على تقديم المشورة بشأن المسائل القانونية وخدمات المساندة والدعم.
– مركز للاستشارات أو الصحة العقلية
تتوفر مجموعات الاستشارة والدعم للنساء في العلاقات المسيئة في معظم المجتمعات.
– محكمة محلية
يمكن للمحكمة أن تساعدك في الحصول على أمر ينص قانونًا على ابتعاد المسيء عنك أو التعرض للاعتقال، وقد يتوفر المحامون المحليون للمساعدة في توجيهك خلال هذه الإجراءات. وقد يكون من الصعب إدراك أو الاعتراف بأنك في علاقة مسيئة لكن المساعدة متوفرة.
– تذكري، لا أحد يستحق سوء المعاملة.