تراجع الريال الإيراني في سوق العملة الموازية (السوداء) لأدنى مستوياته في 7 أشهر إلى 154 ألف ريال للدولار، مدفوعا بالتوتر مع الولايات المتحدة.
ومن المرجح أن تتهاوى قيمة العملة الإيرانية على وقع العقوبات الأميركية التي تستهدف خفض إيرادات النفط الإيرانية للصفر.
ودخل في 2 مايو/أيار قرار أميركي يقضي بإلغاء إعفاءات عن ثماني دول من مشتري النفط الإيراني هي تركيا والصين والهند وإيطاليا واليونان واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان.
ومنذ ذلك التاريخ، تسارعت وتيرة هبوط العملة الإيرانية في السوق الموازية (غير الرسمية)، نزولا من 145 ألف ريال للدولار في تعاملات مطلع الشهر الجاري. وحسب بيانات موقع بونباست الإيراني المتتبع لحركة أسعار الصرف في السوق السوداء المحلية، بلغ سعر الدولار في بداية تعاملات الثلاثاء 149.5 ألف ريال قبل أن يصعد إلى 154 ألفا بحلول الساعة 12:30 بتوقيت غرينيتش.
وكانت العملة الإيرانية بلغت 64.5 ألف ريال للدولار، عشية انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران في مايو/أيار 2018.
وشهدت العملة الإيرانية تقلبات لأشهر بسبب ضعف الاقتصاد والصعوبات المالية التي تواجهها البنوك المحلية والطلب الكثيف على الدولار من الإيرانيين الذين يخشون انكماش صادرات البلاد من النفط وسلع أخرى نتيجة لانسحاب واشنطن من الاتفاق النووي التاريخي المبرم في 2015 وإعادة فرض عقوبات أميركية على طهران.
وفي العام الماضي فرض البنك المركزي الإيراني قيودا صارمة على تخصيص احتياطي النقد الأجنبي في ظل شحّ في السيولة بالعملة الصعبة.
وفقد الريال الإيراني 70 بالمئة من قيمته في العام الماضي خصوصا بسبب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي.
ومن شأن انهيار قيمة الريال الإيراني أن تفاقم الأزمة المالية في إيران وتزيد من حجم الضغوط على الحكومة التي تواجه أسوأ وضع على الإطلاق منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي.
ولا تملك الحكومة حلولا عاجلة لوقف نزيف العملة.
وسبق أن أججت الأزمة المالية وشحّ النقد الأجنبي احتجاجات شعبية امتدت لمعظم الأقاليم الإيرانية وقامت ميليشيات الحرس الثوري بإخمادها بالقوة.
ويقول محللون إن واشنطن تعتمد على مواردها وكذلك على حلفائها في الشرق الأوسط من أجل منع إيران من تصدير النفط، دون أن يؤدي ذلك إلى ارتفاع أسعار النفط وزعزعة التوازن الهش داخل أوبك.
وفي مايو/ايار 2018 ، أعلنت الولايات المتحدة انسحابها من الاتفاق الدولي حول البرنامج النووي الإيراني وأعادت فرض عقوبات على صادرات النفط الخام من هذا البلد.
لكن بغية تجنب رؤية أسعار النفط تتصاعد وترفع معها أسعار المحروقات، يعتمد الرئيس الأميركي دونالد ترامب على دعم دول الخليج المناهضة لإيران والمتحالفة مع الولايات المتحدة.