كتب : د / فائزة عبدالرقيب
لن اتحدث عن الوضع العسكري في جبهة نهم لأني لا افقه شيئا في فنون الحرب و القتال او جنونهما خاصة عندما يسقط جراء ذلك، الضحايا والابرياء، لكني مثل الكثيرين اعلم جيدا ان اجزاء من نهم تخضع لسيطرة مليشيا الانقلابيين الحوثيين منذ أكثر من عامين، ظلت فيها جبهة نهم ومازالت وحتى يومنا هذا ساحة لحرب مفتوحة بين مد وجزر، ورسائل عسكرية عند الحاجة اليها.
كما لم يعد بخاف على احد، ان الحوثيين لن يتراجعوا عن هذه الحرب التي بدأت بالانقلاب على الشرعية الدستورية لأنها بالنسبة لهم حرب وجود وما دونه ينتهي مشروعهم وحلمهم الى الابد في الحكم وعودة الامامة والخضوع للمرشد الاعلى اية الله الحوثي ،انهم يريدون نسخة مطابقة لنظام الملالي في ايران، فالحرب بالنسبة لهم حرب حياة او موت، يريدون ان يدان لهم الوطن على امتداد رقعته من اقصى الجنوب وحتى اقصى الشمال و واهم كائن من كان ان يعتقد غير ذلك وانه يستطيع ان ينجز صفقة معهم، انهم باختصار يريدون كل شئ.
الملفت للانتباه، ان جبهة نهم ظلت خلال الاشهر الماضية في حالة سكون الجمر تحت الرماد وكأن الحوثيين كانوا يترقبون ما سوف يسفر عن حوار جدة بين المجلس الانتقالي الجنوبي والشرعية، ربما توقع الحوثيون الا يحدث اي تقارب بين الطرفين وبالتالي فان استمرار الصراع في الجنوب ينسجم مع مخططهم الانقلابي وغايتهم منه في اضعاف الشرعية بما فيه تعزيز اوضاعهم العسكرية في الجبهات.
ولعل تصريحات قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي بانهم ذهبوا للحوار لجديته في توحيد الجهود للقضاء على المشروع الإيراني واعتباره هدفا لهم خاصة في هذه المرحلة، وما تلى ذلك بالتوقيع على اتفاق الرياض قد وجه صفعة قوية للحوثيين، وجاء مخيبا لأمالهم وتيقنوا تماما بأن اتفاق الانتقالي والشرعية تهديد صارخ لهم و لوجودهم والقضاء عليهم وانه سوف يأتيهم عبر بوابة عدن العظيمة لذلك نؤكد هنا على اهمية تنفيذ اتفاق الرياض حتى يتسنى للطرفين الاتجاه معا في القضاء على المشروع الإيراني واجتثاث كل ما له علاقة بعودة النظام الامامي.
لا اشك لحظة ان التأخير والتباطؤ في تنفيذ اتفاقية الرياض والتراشق الاعلامي والاحداث التي رافقت ذلك في ابين وشبوة اعتبره الحوثيون وقتا ثمينا لهم بعد ان ادركوا انه لا خلاف بين الانتقالي والشرعية فيما يتعلق بمشروعهم وانهما لن يسمحا لايران ولهم ايضا في تهديد ألامن القومي لليمن والاقليم والمنطقة برمتها والسيطرة على طريق التجارة البحري المعروف بطريق الحرير، لذلك اعتقد أن عدم الاخلال في تنفيذ بنود اتفاق الرياض وما يدور حوله من لغط يعد احد الاسباب الرئيسة التي تقف وراء القصف الصاروخي لمليشيات الحوثي لمأرب في الايام القليلة الماضية، بغرض جس نبض استعداد الجيش الوطني عن مدى امكانياته في الرد على هجومهم وهو ما يتوافق مع ما تشنه تلك المليشيات من شائعات عبر اعلامها ووسائل التواصل الاجتماعي عن سقوط نهم.
وليكن ما اوردته يبتعد عن وجهة النظر العسكرية، لكن يبقى السؤال عن امكانية هزيمة الحوثيين في نهم موجها للقادة العسكريين وهو: هل نهم هي مفتاح النصر؟ وهل هي البوابة الاولى والاخيرة لذلك؟ وهل النصر لن يأتي الا عن طريقها فقط ام انه توجد بدائل ممكنة عن طريق تحرير تعز والحديدة ؟ او ان تفتح جبهات متعددة تشتت فيها ميليشياتهم وتدك بها معاقلهم ونهزمهم هزيمة نكراء.