كتب : محمد علي محسن
ما أسوأ أن يُجبر الواحد منا للانصياع لواقع بائس ومُنحط ، فإمَّا أن تكون كهنوتيًا وسلاليًا خانعًا للحوثيين ومليشياتهم المسيطرة على صنعاء ويخوضون حروبًا ضد اليمنيين وتطلعاتهم المشروعة انابة عن إيران وثورة ملاليها ، وتارة بثوب الولاية المزعومة وحق سيدي حسين وعترته باسترقاقهم واستعبادهم لليمنيين .
وإمَّا أن تكون مناطقيًا وجهويًا خاضعًا للانتقالي ومليشياته المهيمنة على عدن ، وعليك أن تذعن لمعركة شعارات وخطب شوفينية مقززة منهكة وبلا طائل أو فائدة ملموسة ، فبعد خمسة أعوام على التحرير ما زالت الدولة غائبة ، والحكومة غير مرحب بها . والأخطر من ذلك هو ان هذه الجماعة لا تدرك فداحة فعلها ، وان نفوذها ليس نابعًا من عدالة القضية وانما بفعل دراهم الامارات .
وإمَّا أن تكون مواليًا لسلطة شرعية ضعيفة وعاجزة وفاسدة ، وعلاوة عن ذلك مغتربة في الرياض ، فمنذ هجرتها المشؤومة واليمن وشعبه مصيره محلك سر ، ودونما بارقة أمل في تبدُّل الحال أو تغيُّر القادة الذين أثبتوا للقاصي والداني بعجزهم الفاضح ، وبخسرانهم الدائب سياسيًا وعسكريًا وواقعيًا .
وإمَّا رابعة هذه الرذائل فهي أن تقسر نفسك على الصمت وعلى طريقة القرد الهندي : لا اتكلم ، لا اسمع ، لا أرى ” فالصمت لن يكون فضيلة مهما بدا للكثير أنهم يفعلون الصواب ، خاصة في وضعيه كهذه ، ولا يوجد بها ثمة خيار أخر جدير بالفخر والتباهي والانضواء .
في الاربع الحالات ستكون مجبرًا لاختيار واحدة من الرذائل . أيًا يكن خيارك حتمًا ستجد ذاتك تنتهك الفضيلة سعيًا لبلوغ غاية وطنية نبيلة وعادلة بعيدة المنال .
ويقينًا أن الغاية العادلة يستحيل إنجازها بجماعات فاشية ، كهنوتية ، جهوية ، سلالية ، استبدادية ، قبلية ، مناطقية ، مليشاوية ، فوضوية ، فاسدة .