كريتر نت / العربية نت
أدان آدم شيفت رئيس لجنة المخابرات في مجلس النواب الأميركي الإبادة الأرمنية على يد الأتراك العثمانيين قبل أكثر من 100 عام.
وقال في تغريدة على حسابه على تويتر:” قبل أكثر من 100 عام، قتل الأتراك العثمانيون 1.5 مليون من الرجال والنساء والأطفال الأرمن”. وأضاف: “في كل عام، نحتفل بذكراهم في 24 إبريل. لكن هذا العام سيكون الأول في ظل اعتراف الكونغرس رسميًا بالإبادة الجماعية للأرمن.
كما ختم قائلاً: “لن نسكت أبداً مرة أخرى.”
“إنجاز تاريخي”
بدوره، اعتبر السيناتور الأميركي بوب مانديز، الأحد أن إقرار مجلس الشيوخ بالإبادة الجماعية للأرمن إنجاز تاريخي. وأضاف: “كنت فخوراً بقيادة القرار الذي أكد حقائق إبادة الأرمن”.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب، قال أمس السبت، إنه “منذ عام 1915 تم ترحيل وتهجير وقتل 1,5 مليون أرمني”، في إشارة إلى المجازر التركية بحق الأرمن.
وأضاف: “نتذكر الأرمن وجميع الذين عانوا في الكارثة الكبرى، ونعد بأن نأخذ العبرة من دروس الماضي حتى لا تتكرر تلك الأحداث”.
يذكر أن إبادة الأرمن التي استمرت بين 1915 و1923، والمصنّفة كأول إبادة شهدها القرن العشرون، أسفرت عن مقتل ما يقارب 1.5 مليون أرميني على يد العثمانيين، وهو ما قدّره البعض بنحو ثلثي الشعب الأرميني.
ولا تزال أرمينيا تحيي تلك الذكرى المؤلمة كل عام، كما تسعى في المحافل الدولية إلى دفع تركيا للاعتراف بتلك المجازر، والتعويض لعائلات الضحايا.
ولم يتمكن الأرمن هذا العام كما جرت العادة من إحياء ذكرى المجازر التي ارتكبت بحق أجدادهم قبل مئة و5 أعوام خلال حقبة “السلطنة العثمانية”، نتيجة تفشي فيروس كورونا المستجد حول العالم.
واعتاد الأرمن في السنوات الماضية على إحياء ذكرى المجازر على نطاقٍ واسع يوم 24 نيسان/إبريل من كلّ عام وهو اليوم
الّذي أعلنه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون العام الماضي، يوماً وطنياً في بلاده بعد 18 عاماً من اعتراف باريس بتلك المجازر كإبادة عرقية للأرمن إلى جانب عشرات الدول الأخرى.
وقال سورين مانوكيان (Suren Manukyan) وهو أكاديمي أرمني لـ “العربية.نت” إن “الإبادة الجماعية الأرمنية هي جزء من قصة عائلتي، فقد نجت جدتاي من تلك المجازر ونشأتا بعد ذلك في دورِ للأيتام بعد مقتل جميع أفراد عائلاتهما”.
وأضاف البروفيسور الجامعي ورئيس قسم دراسات “الإبادة الجماعية” في جامعة العاصمة الأرمينية يريفان أن “هذه المجازر تخصني، وهي ليست شيئاً غامضاً بالنسبة لي. لم أتعرّف إليها من خلال قراءة الكتب أو دراسة التاريخ، لقد عرفتها عن قرب من بعض أفراد أسرتي”.
وتابع أن “الإبادة الجماعية للأرمن هي جريمة مروعة لم تتوقف عند قتلِ أعداد هائلة من الأرمن، وإنما امتدت لسرقة أراضيهم أيضاً”، في إشارة منه إلى الأراضي التي تسيطر عليها تركيا حالياً وكان يعيش فيها الأرمن قبل وقوع تلك المجازر.
تعويض المتضررين
كما شدد على أنه “لا يوجد حتى الآن ادعاء أرمني موحد يجمع مطالب الدولة مع الأرمن المغتربين من تركيا، لكن باعتقادي على أنقرة الاعتذار من الأرمن كخطوة أولى على مجازر أسلافها، ومن ثم يجب أن تتفاوض مع أرمينيا حول تعويض المتضررين من تلك المجازر وتحديد أشكال وحجم التعويضات”.
كما أشار البروفيسور والّذي يعمل أيضاً كمحاضرٍ مساعد في الجامعة الأميركية إلى أن “الإبادة الجماعية للأرمن كانت محاولة لتدمير الحضارة الأرمنية في مهدها”.
ولفت إلى أن “عواقب تلك الإبادة كانت كبيرة، لدرجة أن أحفاد الناجين منها يعانون من أذى الماضي إلى الآن”، مؤكداً أنه “لهذا السبب، نحن مصممون على النضال من أجل تحقيق العدالة ونأمل أن ننجح في هذا الأمر”.
وأول أمس الجمعة، طالب رئيس وزراء أرمينيا، نيكول باشينيان، خلال مشاركته في إحياء الذكرى الـ105 للإبادة الأرمنية، تركيا بتقديم اعتذارات لبلاده عن “هذه الجريمة ضد الحضارة الإنسانية”.
يشار إلى أن إحياء هذه الذكرى كان متواضعاً هذا العام في أرمينيا، ولم تنظم المسيرات التقليدية بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد. كما أن النصب الذي يتوجه إليه الأرمن عادة قرب يريفان أغلق أمام العموم.
وفي كلمة مقتضبة عبر الفيديو قال نيكول باشينيان إنه بعد أكثر من قرن على هذه الأحداث “لا تزال تداعيات الإبادة قائمة”. وبعدما وضع إكليلا من الزهور أمام النصب، ندد “بجريمة ليس فقط ضد هويتنا الإثنية وإنما ضد الحضارة الإنسانية”.
كما أشار إلى أن “تركيا لم تقدم أبدا اعتذارات لما ارتكبته”، مضيفا أن يريفان “تطالب” باعتراف رسمي بالمجازر في تلك الفترة على أنها إبادة.
ويؤكد الأرمن أن قوات السلطنة العثمانية قتلت 1,5 مليون شخص منهم خلال الحرب العالمية الأولى. وترفض تركيا تسمية “الإبادة” وتؤكد أنها مجازر متبادلة خلال حرب أهلية ومجاعة، أسفرت عن سقوط مئات الآلاف من القتلى من الطرفين.
ويعترف حوالي ثلاثين دولة وعدد من المؤرخين بأن هذه الوقائع كانت إبادة.
وكانت أرمينيا أطفأت مساء الخميس الماضي، الأنوار في الأماكن العامة لإحياء ذكرى ضحايا الإبادة في 1915.
وألغيت هذا العام مسيرة المشاعل التي تنظم عادة في الليل في شوارع وساحات العاصمة يريفان في 23 نيسان/إبريل من كل سنة، كما أغلقت الطرق المؤدية إلى نصب ضحايا الإبادة الذي يطل على المدينة.