كتب : عبدالستارسيف الشميري
إذا الشعب يوماً أراد الحياة عليه بإغلاق وكر المقر
فدك الفساد وأسياده سبيل الخلاص وأصل الظَفر
#الشبزي
منذ العام 2015 وبداية المقاومة للانقلاب الحوثي في تعز صنع حزب الإصلاح ذراع الفساد السياسي للإخوان من أنفسهم مقدساً لا يمس باعتبارهم سدنة وقيادة المقاومة، لكن هذا المقدس المصطنع سقط على مراحل تباعا، بتراكم كمي لفسادهم وحماقاتهم وخليط الجشع والطمع وسوء التقدير لمطبخ الغباء المكعب السري الذي يدير كل شي، لقد أدرك الناس كم هو مدنس هذا الحزب وأن هالة التقديس يجب أن تسقط، وهذا ما كان، وكان سقوطهم في البداية سقوطا معنويا كنتيجة لسلوكياتهم أولا وكثمرة تراكم جهود لفضحهم تضافرت من عدد كبير من شرفاء وشباب تعز وهذا السقوط المعنوي هو الأهم، وسيأتي الباقي تباعا، مع كل موجة غضب أهمها ما يحدث هذه الأيام في تعز التي جرعوها كل ويلات الظلم والقهر والنهب.
ليس مبالغة إطلاقا القول إن أبناء تعز في مجموعهم العام بكل أحزابهم والكتلة الصامتة والمستقلين في الداخل والخارج يجمعون على شيء واحد ولسان حال واحد أيضا يقول، إن الإخوان أكثر بشاعة من الحوثي
، قد يستثنى من هذا القول والشعور الجمعي بعض القطيع المسيس واشتات ممن لا يزالون مخدوعين أن الإصلاح حزب سياسي وليس كيانا مليشاويا وأنه استطاع في غفلة من الدولة والشرعية والتحالف تأسيس قوات وحشد شعبي خاص به ليس له علاقة بمعارك تحرير ولا نفير ولا هم يحزنون بل يسرقون.. كل ذلك على حساب الوطن ومؤسسة الجيش التي لم تنشأ إلى الآن..
والسؤال الأهم هل المسؤولية الكاملة عن الفساد والجريمة والقتل والنهب وتشريد المواطنين والواجهات والسياسيين وأصحاب الرأي لجماعات الإخوان ستسقط بالتقادم، هذا ما يجيب عليه الشارع اليوم الذي يطالب بمحاكمتهم جميعا دون استثناء، كما أن هذه الجرائم لا ولن تمحى من تاريخ تعز التي تعيش أسوأ تاريخ لها منذ قبل أن تكون “عدينة” قرية في حضن جبل صبر. ثم مدينة عامرة بالصناعة والتجارة والعمران في عهد بني رسول وتعاقب الدويلات، الشارع في تعز اليوم يتضور جوعا وفقرا ومرضا، وموجات الغضب في حركة مد وجزر، صحيح أن هذا الغضب المتنامي ليس مكتمل العدد والعدة والقدرة لا سيما أنه تم تهجير معظم القادرين على إيقاظ ثورة على هذا الحزب الإخواني المتغول فسادا وبطرا، والوجه الأقبح لمليشيات الحوثي ونصفه الآخر، لكنها موجات غاضبة لمن استطاعوا البقاء في تعز من المقهورين وبعض الشباب الناشط، هذا الغضب الشعبي لم يُنظَم حتى الآن، واختراق الإصلاح له يسير حثيثا ابتداء بسيارتهم المعهودة التي يخرجونها عند كل اختراق تجول الشوارع وتصول هذه السيارة المدججة بالميكرفونات الخادعة لأحد شبابهم أو ضحايهم إن صح التعبير سيارة أحمد حميد، إنما هي حصان فساد طروادة ترافقها سيارة التوجيه المعنوي والأولى هي ذات السيارة التي خرجت تشتم المحافظ شوقي هائل بأقذع العبارات وهي ذات السيارة التي أمطرتني بالحجارة والمياه وأنا أقود مظاهرة ضد إصلاح تعز برفقة أيوب الصالحي المخفي إلى اليوم قسرا في سجون الإصلاح السرية في دبابه وميكرفونه المشهور منذ سبع سنوات وأكثر، وتحطيم جزء من الدباب لولا تدخل أحد قيادتهم المدعو أنس النهاري كان وكيلا إصلاحياً، لمحاولة لملمة نزق وحماقة أفراد قطيعه، هذه السيارة هي إحدى الخدع بتموين وإعداد أحد أركان الجريمة والفساد والسجون السرية وشبهة التورط بمقتل الشهيد عدنان الحمادي الإخواني ضياء الحق الأهدل، صاحب الزيارات المكوكية للتنسيق الحوثي الإخواني، أتذكر عندما كنت أسس مع شباب مستقل لأول نواة خروج ضد الحوثي في يوم الانقلاب أمام الأمن المركزي في العام 2014 جاء اليّ ضياء الحق يطلب مني إشراكهم باللجنة ويزكي أفراد السيارة المذكورة كي يكونوا مشاركين وأحضر خيمة برفقة مدير الشباب الحالي الإصلاحي، يفوتني تذكر اسمه الآن..
ولذا فإن محاولات الاختراق والإجهاض ستستمر بطرق متعددة وشخصيات كثيرة، ولن تكون توكل كرمان بعيدة عن المشهد، وسوف تمد البعض بالمال كي يشكلوا مجاميع هنا وهناك، لكن من المهم هنا القول إن كل هذه الأخطار التي قد تعمل على التشويش وإجهاض موجات الغضب المتتالية لا ينبغي جعلها ذريعة لعدم النزول والاشتراك والتنظيم بل على العكس ينبغي أن نتعلم من تجارب الماضي وحفظنا للدرس ولدغات الإخوان السابقة منذ فبراير وما قبل وبعد فبراير ولا نلدغ من جحرهم مرتين، ومرات.
وخلاصة المقال، إن شرط بقاء تعز آمنة ومستقرة هو استعادتها من الإخوان والحوثي، باي ثمن. ما لم، فهي في عِداد المخفيين قسراََ.