كتب : ناصر احمد شُريف
في الثلاثين من رمضان ١٤٤٣هـ رحل المناضل الوطني الكبير الشيخ/ احمد عُباد شريف بعد حياة حافلة بالعطاء والتضحية .
وبمناسبة الذكرى الأولى لرحيله وجدنا بأنه لازاما علينا أن نجدد العهد والوفاء للقيم والاهداف والمبادئ التي ناضل من اجلها وافنى حياته كلها في سبيل تحقيقها حتى آخر نبضات قلبه الابيض والكبير.
عرف الفقيد باداوره النضالية كمناضلاً فذاً ومشعلاً من مشاعل الحرية والنضال وشيخاً وطنياً مُستنير وواجهة إجتماعية ومرجعية متميزة للاسلاف والاعراف القبلية المتّسمة بروح النخوة والشهامة والنُبل والشرف وحُب الوطن .
وله بصمات جليلة في اصلاح ذات البين وكان من اولويات سلوكه النضالي واهدافه القضاء على ظاهرة الثأر ونشر ثقافة التسامح الوطني ونبذ النعرات وعوامل التفرقة بين الناس وسمو العادات والتقاليد الحميدة والوئام التي تؤلف قلوب الناس وتجمعهم ولاتفرقهم.
ظل قائداً ثورياً صلبًا ووطنياً لامع وشخصية سياسية واجتماعية ذائعة الصيت مشهودة الدور قيادةً وحكمة ًواتزان، ومناضلاً ذاد عن اهداف ثورتي سبتمبر واكتوبر المجيدتين واماني وتطلعات الجماهير العريضة ونيل حقوقها ومتطلباتها .
لقد تعلمنا منه أسمى القيم والصفات التي ينبغي التحلي بها تجاه مختلف القضايا الوطنية ، وبروحٍ مسؤلة وبنّآءه، وتعلمنا منه سعة الصدر واحترام الآرآء أياً كانت سياسية ام فكرية وفن ثقافةالحوار وتعدد الآراء ووجهات النظر ، وكيف ان قضية الوطن هي التي ينبغي ان نتحاور ونتشاور ونتفق اونختلف حولها والتي من شأنها خدمة الشعب وتقدمه الاجتماعي ورفاهيته لا سواها .
لم يكن حاجة ابويه وانسانية لنا فحسب بل كان حاجة وطنية وإجتماعية وسياسية لكل القوى المناضلة والتوّاقة لوطناً يسوده الامن والاستقرار وينعم بالسلام والحرية والعدالة الاجتماعية والدولة المدنية الحديثه.
تعلمنا منه إن الشعب هو مجموع الاقوام والأُسر والعشائر والقبائل ومختلف شرائح المجتمع يعيشون في محيط اجتماعي وثقافي وجغرافي واحد بعاداته المتنوعه وضرورة احترام تلك العادات وتنمية الوعي الوطني فيها وان حُب الوطن هو أسمى الخيارات وارقاها على الاطلاق.
تعلمنا منه الحِكمة والصبر والتأني ونبذ النعرات الفئوية والمناطقية والمذهبية والجهويه وان نسمو فوق كل الصغائر والمصالح الشخصية وان نجعل مصلحة الوطن والشعب هي العُليا وتعلو فوق كل اعتبار
إن فهرست نضال الفقيد تحتاج الى العديد من التوثيق والانصاف ممن عايشوه في كل المواقف وعاصروه في مختلف المراحل التاريخية سواءًكان ذلك من خلال المواقع السياسية والبرلمانية التي تبؤها او مكانته على الصعيد العام .. اذ كان محل احترام وتقدير على نطاق ٍواسع شعبياًوسياسياً وحزبياً وتشريعي .
هكذا وجده الجميع في كل حضرة ًوموقف لم ولن يحيد قيد أُنمله عن المبدأ الذي آمن به وسار في طريقه ، وهو بذات القدر كان سياسيًا محنك وقائداً وطني عملاق ٍوحكيم و واجهة إجتماعية وقبليّة مرموقه تشهد له كل رجال قبيلة خولان الطيال وقبائل بكيل طائل ومذحج وحاشد كما تشهد له كل المحافل والحشود الجماهيرية التي كان يقوم بتنظيمها من اجل ترسيخ دولة الوحدة السلمية بما تعنية من تحقيقاً للسلم الاهلي والعدالة الاجتماعيه .
وكان يستند الى علاقاته التاريخية التي ارتبط بها بمناضلي وقادة ثورة اكتوبر التاريخيين الذين كانوا يرون في ان القضية الوطنية تهم كل ابناء الشعب وظل حتى آخر لحظه من حياته مع القضية الوطنية في الجنوب وكان يرى ان حلها هو المفتاح الرئيسي لحل قضية الوطن باسره وان بناء دولة المواطنة المتساوية وتحقيق العدل واحترام إرادة الشعب واختيار نظامه السياسي هي الامثل في كل القضايا الوطنية في كل الظروف والمراحل .
وما احوجنا اليوم الى ان نسلك بل ونحافظ على ذلك السلوك الذي نعتز ويعتز به كل المناضلين الشرفاء والقاده الوطنيين في كل ارجاء الوطن .
وللفقيد بصمات ومآثر نضالية ناصعه سجلها التاريخ في صفحاته البيضاء باقلامه الذهبيه وستظل الاجيال الصاعدةتستلهم وتقتدي بها من اجل مستقبلاً افضل .
وله الفضل الكبير في ارساء اللبنات الاولى للعمل السياسي في ما كان يعرف بمناطق شمال الشمال و ( مناطق طوق صنعاء ) ومأرب والجوف الى جانب رفاق دربه في ظروفٍ كانت غاية ًفي الحساسية والتعقيد حزبياً وسياسياً وقبلياً.
نعم غرس البذرة الاولى في الارض الجديبه وازهرت ثمارها وها هي اليوم تزهو وتتفتح في حديقة الوطن الكبير .
وعلى يده تتلمذ العديد من القادة والمناضلين والكوادر الذين التحقوا من خلاله في طريق النضال الوطني المجيد ولايزالون حتى اليوم حاملين الراية خفاقة من اجل تحقيق غايات الشعب وتطلعاته .
ويُعد واحداً من ابرز القيادات للحركة الوطنية والديمقراطية شمالاً وجنوباً ولعب دوره القيادي الرائد في مختلق المراحل وظل يمارس ذلك الدور بحكمة وفطنه حتى ارتقت روحه الى باري الوجود.
فل ينام فقيد الوطن والشعب قرير العين ولتظل المسارات والاهداف والمبادئ التي آمن بها وسلك الطريق الوعر لتحقيقها خلال نضاله وسيرة كفاحه لاكثر من نصف قرن من الزمن بوصلة الاهتداء ومنارة مضيئة لتحقيق احلام الشعب ونبذ العنف وويلات الحروب وقيام دولة وطنية ديمقراطية تستوعب الطموحات المشروعه لكل ابناء الشعب اليمني
اسكنه الله فسيح جناته وخلّد التاريخ دوره ونضاله .