أحمد طه المعبقي
الاهداء : لسجناء الرآي السياسي أيوب الصالحي واكرم حميد بمناسبة الذكرى السادسة من اخفائهما .
اغرب مافي اليمن بأن بعض المكونات السياسية والمجتمعية في تعز التي خرجت في عام 2011م تطالب بدولة مدنية ودولة المواطنة وإصلاح العملية الديمقراطية وإنهاء الظلم الجائر ، هذه المكونات للأسف أصبحت اليوم سلطات للأمر الواقع تتقاسم اليمن بالشراكة مع القوى التي خرجت تثور عليها بالأمس .
الغريب في الأمر بان هذه المكونات كانت تدعي بانها الحامل لثورة التغيير السلمي واليوم صارت مليشيات مسلحة تحكم اليمنيين بالحديد والنار ، وجرائمها تجاوزت النظام التي ثارت عليه ، حيث بلغت انتهاكاتها في أوج بشاعته ، منها جرائم اختطافات واخفاء قسري ونهب للممتلكات العامة والخاصة ، وامتهان لكرامة الإنسان وحريته بشكل عام .
نستطيع القول بأن ماترتكبه السلطات اليمنية الحالية في تعز من جرائم وانتهاكات ، لم يجرؤ عليه اي نظام عربي في الدول التي اندلعت فيه ثورة الربيع العربي ، برغم من بشاعات الانظمة العربية قبل ثورة الربيع العربي وبعده ، إلا انه هذه الانظمة العربية بعد حلول الألفية الثالثة والقرن الواحد العشرين عملت للحد من انتهاكات حقوق الإنسان ، والتخلي عن جرائم الاختفاء القسري من قاموس حكمها ، ادراكا منها بأن الاخفاء القسري لايليق ممارسته من قبل اي حزب حاكم او سلطة حاكمة، مع بروز قيم ومبادئ حقوق الإنسان بحلول الألفية الثالثة .
لكن المشكلة تكمن بالسلطات اليمنية الدينية اللاهوتية المتصارعة التي تتقاسم اليمن اليوم الى مربعات وقطاعات ، لازالت هذه السلطات تعيش خارج التاريخ وتريد تحكم اليمن بعقلية القرون الوسطى .