كريتر نت – متابعات
لم يكن أشد المتفائلين يتوقع أن يترك «الترمينايتور» إرلينغ هالاند، أثره في فريقه الجديد مانشستر سيتي بهذه السرعة، لكن مهاجم المنتخب النرويجي لكرة القدم ضرب بضراوة لدرجة أنه فاجأ حتى مدربه الإسباني جوزيب غوارديولا، بعد أدائه الخارق في مستهل مشواره في الدوري الإنجليزي الممتاز.
بالنسبة لغوارديولا، «الأرقام تتحدث عن نفسها… يراودك هذا الشعور المذهل بأنه متعطش دائماً وتنافسي جداً. إحصائياته مخيفة»، وفق ما أفاده الإسباني بعد الثلاثية التي سجلها المهاجم البالغ 23 عاماً في مرمى الجار مانشستر يونايتد، الأحد، ليقود سيتي إلى فوز كبير 6 – 3 في الدوري، رافعاً رصيده الإجمالي إلى 17 هدفاً في 10 مباريات فقط مع حامل اللقب.
وبات هالاند الذي أطلق عليه لقب «ترمينايتور» بسبب قوته البدنية وطوله الفارع وسرعته، أول لاعب في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز يسجل «هاتريك» في ثلاث مباريات بيتية توالياً، ليواصل مهاجم بوروسيا دورتموند الألماني السابق انطلاقته الصاروخية للموسم وتحطيم الأرقام القياسية، بعدما رفع رصيده إلى 14 هدفاً من أول 8 مباريات في الدوري، وبات أول لاعب يسجل أكثر من 11 هدفاً في أول 10 مباريات في البطولة، متخطياً رقم كل من ميك كوين والسنغالي بابيس سيسيه والإسباني دييغو كوستا.
ويبدو أن هالاند يسير بثبات لتحطيم رقم الإسباني فرناندو توريس، من حيث عدد الأهداف للاعب أجنبي في موسمه الأول في الدوري الممتاز، البالغ 24 هدفاً في 2007 – 2008.
وإذا أضفنا أهدافه الثلاثة في دوري الأبطال ضد إشبيلية الإسباني وفريقه السابق دورتموند، فيؤكد هالاند أنه لا يهاب المنافسة، ولا يتراجع عندما يشتد الامتحان، ما يجعله مرشحاً لمواصلة تألقه حين يتواجه سيتي الأربعاء على أرضه مع كوبنهاغن الدنماركي في الجولة الثالثة من منافسات المجموعة السابعة التي يتصدرها بست نقاط كاملة وبفارق ثلاث عن دورتموند الثاني.
وبعدما وصف الحارس السابق لمانشستر يونايتد الدنماركي بيتر شمايكل، هالاند، بـ«مجموعة من المهاجمين الرائعين الذين تم جمعهم في (لاعب) واحد»، تناول المهاجم الإنجليزي السابق كريس سوتون، هذه الفكرة، في مقال نشر في عدد الاثنين من صحيفة «دايلي مايل» البريطانية، متحدثاً عن الأجزاء التي يمكن أن يستخدمها عالم مجنون لخلق هذا المهاجم الهجين.
وفَند سوتن هذه الأجزاء، مستعيناً بنقاط قوة بعض كبار اللعبة كأوجه شبه، قائلاً «القدم اليسرى لفيرينتس بوشكاش؟ قوة كريستيانو رونالدو؟ سرعة غاريث بايل؟ ارتجال زلاتان إبراهيموفيتش؟ القوة الذهنية لألن شيرر؟… القوة البدنية لسوبر مان تضاف إليها غريزة الرجل العنكبوت (سبايدرمان)».
وأظهرت المباراة ضد يونايتد أيضاً مدى قدرته على الاندماج في بناء اللعب من خلال تفاهمه الكبير مع كل من فيل فودن الذي سجل الأهداف الثلاثة الأخرى لفريق غوارديولا، وجاك غريليتش.
بالنسبة للنرويجي، ما قدمه ضد يونايتد «لم يكن سيئاً»، وفق ما قال بشيء من اللامبالاة لشبكة «سكاي سبورتس» بعد المباراة، مضيفاً: «ماذا بإمكاني أن أقول؟ فزنا على أرضنا، سجلنا ستة أهداف، هذا أمر جميل أو يمكن القول في النهاية إنه أمر مذهل. ليس هناك الكثير لأضيفه».
وباستثناء خيار تكتيكي من غوارديولا يقضي بمنحه بعض الوقت لالتقاط أنفاسه من خلال الإبقاء عليه خارج مباراة الأربعاء، فلا يبدو أن هناك شيئاً باستطاعته إيقاف انطلاقة «الترمينايتور» الذي يغيب وبلاده عن نهائيات مونديال قطر المقررة في نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول) المقبلين، ما قد يجعل مدربه الإسباني يخاطر به بهدف حسم بطاقة ثمن النهائي بشكل مبكر بالفوز على الفريق الدنماركي في «ستاد الاتحاد» ثم في العاصمة الدنماركية الثلاثاء المقبل.
والغياب عن المونديال القطري قد يفيد هالاند على الصعيد الشخصي، إذ سيكون على أتم الجاهزية البدنية عند عودة منافسات الدوري الممتاز بعد التوقف، في حين سيكون النجوم الآخرون خائري القوة.