فضل الجعدي
رحل صالح السيد القائد الفريد في ميادين الوغى والرفيق الودود لأفراده ، والمهندس الماهر لإعادة تأهيل عتاده العسكري وخططه الامنية بعد ان قدم كل ما لديه في سبيل حماية التراب الوطني الجنوبي ولقد ظل باستمرار متقدما الصفوف الأولى في ميادين العزة والكرامة وطوال مشواره الحافل كان نموذجا للقائد العسكري الفذ والكابوس الذي يخشاه خصوم الجنوب حتى بعد رحيله .
كان من الاشاوس الذين حملوا بندقيتهم ومضوا صوب متارس الدفاع عن تراب الجنوب حاملين رؤوسهم على اكفهم بقناعات الثورة التحررية والإرادة الشعبية المشحونة بكرامة التحرير ضد المغول القادمين من كهوف التاريخ والقوى المتخلفة التي سبقتهم في اجتياح ونهب وتدمير الوطن الجنوبي والتراكمات المريرة التي خلفتها حرب 94 القذرة وتداعياتها المؤلمة على الجنوب أرضا وانسانا .
لقد تسنم الفقيد مهمة قيادة أركان القوات البرية الجنوبية والوية الدعم والاسناد ومدير امن لحج ولم يتوانى عن أداء مهمته العسيرة بالتصدي لكل أشكال المؤامرات التي رامت زعزعة آمن واستقرار الناس ومواجهة خلايا الارهاب وبذل في سبيل ذلك تضحيات جسيمة وتعرض لمحاولات اغتيال وتصفية مرات عديدة لكنه لم يهن او يهادن او ينكسر واستمر بخوض معاركه بقلب صلب وجلد ليخرج منتصرا شامخا في كل مرة أراد له أعداء الجنوب الموت ، وظل ذلك القائد الملهم اخلاقا وشجاعة ومواقف حتى توفاه الله واختاره الى جواره ويا له من مصاب يدمي القلب .
أن خسارتنا كبيرة في هذا المصاب الجلل والرحيل المبكر لواحد من اشجع وأوفى القيادات التي ساهمت بالغالي والنفيس للحفاظ على سكينة الناس ومنجزات ثورتهم ، وممن حملوا على أكتافهم ملحمة التحرير والتصدي للإرهاب وقواه ، وسطر في سفر الدفاع عن الجنوب أروع الملاحم والبطولات وظل حتى آخر انفاسه مثالا للانتماء وفيا لتطلعات الشعب ومخلصا في تحقيق أهدافه العظيمة ، في الخنادق وعلى خطوط النار وفي معارك الشرف للذود عن خيارات شعبنا الجنوبي في الحرية واستعادة الدولة ، وبنفس راضية وكريمة كان السباق إلى كل مأثرة وبطولة بجسارة لا نظير لها كقائد استثنائي لن يتكرر .
عزاؤنا لكل الحنوب بهذه الفاجعة وستظل روح الفقيد صالح السيد نبعا ينهل منه كل عشاق الحق .