كريتر نت / إرم نيوز
أطلق قائد العمليات المشتركة في الجيش اليمني اللواء الركن صغير حمود بن عزيز، اليوم الأربعاء، دعوات للقوات العسكرية للتحرك نحو العاصمة اليمنية صنعاء وتحريرها من سيطرة ميليشيات الحوثي.
وتأتي هذه الدعوات بالتزامن مع تصاعد حدة وتيرة المعارك القتالية في جبهة نهم شرق صنعاء، إذ شهدت بدايةً من الأسبوع الجاري، مواجهات ميدانية عنيفة بين قوات الجيش المسنود بمقاتلات التحالف العربي من جهة، وميليشيات الحوثي المدعومة من إيران من جهة أخرى.
وتكبدت ميليشيات الحوثي خلال المعارك خسائر فادحة على صعيد الأرواح البشرية والمعدات والآليات العسكرية التي تمتلكها، في حين تمكنت قوات الجيش اليمني من تحقيق تقدم ميداني ملحوظ.
وتبلغ مساحة نهم – وهي إحدى مديريات محافظة صنعاء – نحو ألفي كيلو متر مربع، وهي مليئة بالتباب الجبلية وتتسم بوعورتها الشديدة، وتعد من أصعب الجبهات القتالية، وتمكن الجيش اليمني من تحريرها يسهل عليه عملية الوصول إلى قلب العاصمة صنعاء.
وتحمل الدعوة التي أطلقها قائد العمليات المشتركة، لتحرك القوات المسلحة لدخول صنعاء، في طياتها العديد من المعاني والدلالات، أبرزها فشل أي حل سياسي لاح من قبل في الأفق.
في هذا الصدد، قال الباحث السياسي نبيل البكيري إن ”هذه التصريحات تأتي بعد انسداد أفق الحل السياسي وفشل كل محاولات المجتمع الدولي في هذا السياق، فلا يمكن لليمن أن يتعافى ويستأنف وجوده إلا بالتخلص من الانقلاب الإمامي الذي يسيطر على عاصمة اليمن صنعاء، ولا حل لهذا إلا بحسم عسكري مهما كلف الأمر“.
وأضاف البكيري لـ“إرم نيوز“: ”لا يمكن على الإطلاق الوصول إلى حلول سياسية في اليمن دون حسم عسكري وهزيمة عسكرية للانقلابيين، وخاصة أن الميليشيات الانقلابية أصلا ليست طرفا سياسيا يمكن أن يتعاطى سياسيا معهم“، مشيرا إلى أن ”اليمنيين أمام جماعة كهنوتية ترى أن الحكم حق إلهي لها دون الناس، ولا يمكن أن تتنازل عن شيء منه من دون هزيمة عسكرية تكسرهم وتعيدهم إلى مربع الإجماع الوطني الذي انقلبوا عليه“.
وحول مدى مقدرة الجيش على الوصول إلى صنعاء وتحريرها من ميليشيات الحوثي، أفاد البكيري بأنه ”نعم، بمقدور الجيش اليمني ذلك، لأن توقف المعارك منذ فترة طويلة بفعل قرار سياسي وليس عسكريا، وإذا توافرت الإرادة السياسية للحكومة الشرعية فإن الجيش قادر فعلا على دخول صنعاء مهما كانت التحديات والمعوقات“.
من جانبه، قال الصحفي فتحي بن لزرق إن ”حقيقة الحرب في اليمن وتحديدا في جبهة نهم وغيرها من الجبهات، لن تنتهي إلا بوجود إرادة حقيقية لحسم المعركة مع الحوثيين، فقد تحدثنا مرارا وتكرارا أنه لا يعقل تحريك جبهة نهم وهناك أكثر من 6 جبهات أخرى متوقفة. الحرب ضد الحوثي بحاجة إلى عملية عسكرية شاملة، لا تقتصر على جبهة معينة ولا على منطقة محددة“.
وأضاف بن لزرق لـ“إرم نيوز“ أنه ”كان يفترض بقيادات الجيش الوطني وقوات التحالف العربي تحريك كامل الجبهات ابتداء من الساحل الغربي مرورا بجبهات الضالع وصعدة والبيضاء والجوف، وصولا إلى جبهة نهم. هذا التحرك الجماعي يضعف الحوثي كثيرا، ويدفع قوات الجيش للتقدم نحو صنعاء وحسم المعركة لمصلحته“.
وأردف أنه ”رأينا قبل عدة أشهر كيف تم التقدم في الحديدة، وكانت القوات على مشارف فرض سيطرتها على كامل مدينة الحديدة وتحريرها وطرد الحوثيين منها، إلا أن تدخلا دوليا حال دون ذلك“، منوها إلى أنه ”قبل الحديث عن سير المعارك وأهميتها ودلالات الدعوات للتحرك نحو صنعاء لتحريرها، نحن بحاجة للإجابة عن سؤال وهو لماذا لا يوجد هناك جهد عسكري حقيقي لتحرك متزامن في كافة الجبهات“.
وأفاد بأنه ”أعتقد أن الحل العسكري للقضاء على الحوثي هو الأنسب، كونه لا يمكن التعايش مع حركة الحوثي أو القبول بها، لما تحمله هذه الحركة من أفكار ومعتقدات مناطقية وعنصرية سلالية، فهي انقلبت على الدولة وفرضت سيطرتها على كامل مؤسسات الدولة بقوة السلاح، ولا يمكن استعادة كل ذلك إلا عبر الحسم العسكري، بالتالي فإن أي حوار مع جماعة الحوثي والوصول معها إلى أي اتفاق سلام، ما هو إلا عملية عبثية لا طائل منها“.
وأكد بن لزرق أنه ”بمقدور الجيش اليمني الوصول إلى صنعاء وتحريرها، لكن حالة الفساد والعشوائية والفوضى وسوء الإدارة التي تعاني منها جميع وحداته، ربما حالت بشكل كبير دون ذلك، بالتالي لن تنجح المعركة العسكرية إلا إذا عولجت وصححت كل تلك الاختلالات“.