كتب الفنان / عصام خليدي
صديقي وأخي الإعلامي القدير عامر سلام ..
أشكرك على إهتمامك وتقديرك لمجهوداتي المتواضعة في المجال الغنائي والموسيقي والنقد والتوثيق لتجارب الفنانين والمبدعين الذين أثروا المكتبة الغنائية والموسيقية بالحانهم وأعمالهم الخالدة وكانت (مدينة عدن) البيئة الحاضنة لعطاءاتهم ونتاجاتهم الإبداعية المتفردة التي شكلت الضمير والذاكرة والذائقة والوجدان والهوية الفنية والثقافية اليمنية المتكئة على الأصالة والمعاصرة في عموم اليمن والخليج والجزيرة العربية ..
وكما وعدتك سأظل وفياً مخلصاً متفانياً من أجل توثيق ورصد ودراسة أعمال الفنانين والمطربين الرواد من خلال مواصلة الكتابات الفنية المتخصصة وتوثيقها بشكل واسلوب منهاجي خدمة طوعية أقدمها لتعليم وإفادة الأجيال القادمة التي ستنهض مجدداً بمشروع الغناء الحديث المتطور المبتكر وإعادة الوهج والبريق ورد الإعتبار لمكانة وأهمية الفن الغنائي والموسيقي العدني اليمني الذي قامت وسائل الإعلام المبتذلة الرخيصة عبر فنانيها وقنواتها الفضائية بتغييبه وتهميشه بل ومحاولات السطو والسرقة والنهب وإنكار حقوق المبدعين اليمنيين المؤسسين الحقيقيين أمثال الأمير أحمد فضل العبدلي ( القمندان ) .. يحي عمر ( أومعجب اليافعي ) .. الأسطورة محمد سعد عبدالله .. فنان الشعب محمد مرشد ناجي .. الأديب الشاعر والملحن المتصوف عبدالله هادي سبيت وأخرين من حاملي رأية مشاعل المعرفة والسبق الإبداعي الريادي التنويري منذ أزمنة سحقية غابرة ..
اقترح عند تقديم أي أغنية في القنوات الفضائية اليمنية .. خاصة عدنية أو لحجية أو حضرمية .. يافعية .. جنوبية أو شمالية صنعانية أوتعزية أوتهامية بشكل رئيسي يجب أن يذكر أسم الفنان (المغني) وأسم الشاعر والملحن لكل الاغاني والاشارة الى أسم المحافظة وأسم الدولة التي تمتلك تراثاً فنياً أصيلاً وأنسانياً فاليمن مرتبط فنها بجذور تاريخية وطقوس جغرافية ورقصات شعبية وإيقاعات معبرة عن مواسم زراعية ومناسبات دينية تحمل أصالة الحضارة اليمنية موغلة في عمق وطبيعة تضاريس اليمن المترفة الباذخة التي أستندت عليها عناصر ومقومات نجاح أغانينا التي تنهب بدون وجه حق ولا إستحياء من أجل المال والشهرة الغير مشروعة إدبياً وأخلاقياً ..
الأمر الأخر مطلوب على وجه السرعه( البت) في تفعيل آلية نصوص وبنود قانون حماية الحقوق الأدبية والفكرية وحق الأداء العلني للمبدعين وإستحقاقات الورثة ..
كفئ نهب وسرقة وسطو وقرصنة ..
والله المستعان ..
أمثلة على سبيل المثال لا الحصر للأغاني التي تم السطو عليها جهاراً نهاراً ..
يامنيتي ياسلى خاطري .. كلمة ولوجبر خاطر .. سألت العين .. يحي عمر قال قف يازين .. ياساري سرى الليل .. يامستجيب الداعي .. سرى الليل ونايم على البحر .. يامذهب الخد تفاح الوجن من كم ..
ومؤخراً أغنية عيني تشوف الخضيرة لعميد الدان الحضرمي حداد بن حسن الكاف الذي تعرض نصه الاصلي للتغيير تحت عنوان ( حبيتها ) والحقيقة لم يكن النص الجديد موفقاً ومعبراً ومنسجماً ومترجماً للنص الغنائي القديم واللحن البديع ..
لسبب بسيط أنا اللحن كان متناغماً عاطفياً وروحياً مع النص (الأصلي) الذي غناه الفنان أبوبكر سالم بلفقية وعبر عنه نغمياً وإيقاعياً وفي الصور الشعرية البلاغية لوصف الخضيرة والضبية الجميلة التي صادفها وهيجت تلابيب فؤاده وقلبه ومهجته حينما نظر اليها ..
الحقيقة لم يكن الفنان حسين الجسمي موفقاً على الأطلاق بل أفرغها من محتواها الدلالي والجمالي والتعبيري النغمي التصويري وأخفق في توظيفها وتحويلها الى أغنية وطنية ..
عميد الدان الحضرمي حداد بن حسن الكاف صاغ الكلمات واللحن وغناها (البلفقية) صاحب الحنجرة الذهبية عابر القارات بإقتدار ونجح حداد الكاف في تلحين النص الأصلي بلحنه العاطفي الذي يتطابق مع مضامين الكلمات الروحية والرومنسية فقدمها في قمة العذوبة والجمال والحنكة ..
فالمسالة ليست تفصيل درزي بل روح ومشاعر وأحاسيس متدفقة كشلات المياه العذبة الصافية ..
والقائمة تطول بحوادث وجرائم قراصنة الإبداع والأغنية العدنية واليمنية ..
أرجو سرعة (البت) في تنفيذ وتعميم قرار حاسم يصدر من قبل وزارة الثقافة يوجه لكل الفضائيات اليمنية للحفاظ على تراثنا وتاريخ أجدادنا وأبائنا من العابثين الذي للأسف أصبح في مهب الريح ..
اللهم أني بلغت اللهم فأشهد ..