كريتر نت – متابعات
حذر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان من انعدام الأمن الغذائي ومجاعة وشيكة في المناطق المحررة الوقعة تحت سيطرة الحكومة الشرعية في اليمن.
وقال المرصد -في تقرير حديث- إن اليمن يواجه حالة طوارئ غذائية ذات أبعاد كارثية، حيث انزلقت ثلاث مقاطعات إلى أزمة حادة وأربع مقاطعات أخرى على حافة المجاعة، وتتطلب هذه الكارثة المتصاعدة اتخاذ إجراءات عالمية فورية ودعم إنساني ثابت لتجنب المزيد من المأساة وحماية أرواح لا حصر لها.
وأضاف “اليوم، لا يعرف 21.6 مليون يمني – ثلثي سكان اليمن – من أين ستأتي وجبتهم التالية”.
وتابع “لأول مرة، تم الإبلاغ عن هذا المستوى في اليمن من قبل خبراء الأمم المتحدة في ثلاث مديريات”.
يشير المرصد إلى تقرير نشرته المجموعة الفنية للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي التابع للأمم المتحدة في اليمن، والذي يغطي فقط المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، وجد أن منطقتين في سهل جنوب الحديدة وواحدة في سهل تعز (المخا) تقع ضمن المرحلة الخامسة، والتي تعتبر أسوأ مرحلة من مراحل التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، ومن المتوقع أن تتبعها أربع مناطق أخرى – موزع والمخا في سهل تعز، وحيس والخوخة في سهل الحديدة – بحلول أكتوبر 2024.
وأكد أن أزمة الغذاء في اليمن هي نتيجة من صنع الإنسان للحرب هناك، مع ظهور الحالات الأكثر خطورة على طول ساحل البحر الأحمر في البلاد التي مزقتها الحرب. يواصل الصراع المطول والمدمر الذي بدأ في مارس 2015 تدمير اليمن، وهو بالفعل أحد أفقر البلدان في شبه الجزيرة العربية ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وبحسب التقرير فإن 21.6 مليون يمني – ثلثي سكان اليمن – لا يعرفوا من أين ستأتي وجبتهم التالية، ويعيش أكثر من 80٪ من اليمنيين تحت خط الفقر.
وفقًا لتقرير التصنيف المرحلي المتكامل، ساءت معدلات سوء التغذية في اليمن بشكل كبير بسبب مجموعة من العوامل، بما في ذلك نقص مياه الشرب، ونقص الغذاء المغذي، وانتشار الأمراض مثل الكوليرا والحصبة، والركود الاقتصادي الأوسع.
وفقا للتصنيف زاد عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد في البلاد بنسبة 34٪ مقارنة بالعام الماضي، بما في ذلك أكثر من 18500 طفل دون سن الخامسة ومن المتوقع أن يعانون من سوء التغذية الحاد في الأشهر المقبلة.
يقول المرصد الأورومتوسطي “بعيدًا عن المديريات الأربع التي من المتوقع أن تنزلق إلى المجاعة، وفقًا لتقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي”، متوقعا أن تعاني جميع المديريات الـ 117 في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة من مستويات “خطيرة” من سوء التغذية الحاد بحلول أكتوبر 2024.
ولفت إلى أن حوالي نصف سكان البلاد – أو 18.2 مليون شخص – يحتاجون إلى مساعدات إنسانية هذا العام، حتى أولئك الذين يبعدون مئات الأميال عن خط المواجهة، لأن اليمن تعتمد بشكل حاسم على الواردات والتمويل الإنساني والدخول التي تم تقويضها عمدًا من قبل أطراف النزاع.
وأكد المرصد على الحاجة الملحة للمجتمع الدولي للعمل من أجل ضمان إنهاء هذه الأزمة والسلام الشامل في اليمن، مشددًا على الأهمية الحاسمة لزيادة الدعم الإنساني والتدخل للتخفيف من آثار المجاعة وسوء التغذية الحاد، وخاصة على حياة الأفراد الضعفاء مثل النساء الحوامل والأطفال.
ودعا المرصد أطراف النزاع إلى معالجة حالات الطوارئ الصحية والتغذوية في اليمن وضمان الوصول إلى ما يكفي من الغذاء المغذي ومياه الشرب الآمنة.